للحياة وجهان، وجه قاسٍ عبوس مرير، ووجه حلو الملامح سمح بشوش كنسمة حانية فى فجر يوم جديد من أيام أغسطس القائظ.
أنت وما تريد.. إن أردت وجهها العابس فلك ما أردت.. ويمكنك أن تتحول الى غاضب ومتذمر وحانق وسوداوى ومعك كل الحق..
وإن أردت أن تراها ناعمة، حلوة، مبشرة، ممكنة واعدة فالأمر جد بسيط واليك الوصفة السحرية التى تجعلك تستمتع بالوجه الآخر للحياة.
ابتسم فالابتسامة هى السلاح الوحيد القادر على قهر الحزن والخوف.. وهى علامة القوة واشارة الكبرياء الذى لا تهزمه نوائب الدهر.
ابتسم مرة ثانية، هذه المرة لتعلن أنك ضد الخوف والكسر والركوع والخنوع والخضوع لأى عرض مهما كان.. فالتكرار الابتسام يضفى عليك بهجة ويعطى من حولك رسالة أن قلبك مفتوح أمام الجميع.
ابتسم مرة ثالثة.. هذه المرة فى وجه كل من ينال منك خصوصا اولئك الذين يجيدون فن الطعن خلف الظهر.. ابتسامتك فى وجوههم معناها أنك رغم الطعنات ما زلت على قيد الحياة وها ما يغيظهم أكثر.
ابتسم مرة رابعة.. هذه المرة فى وجه أبنائك وأهلك فلا ذنب لهم وهم يرونك دائماً عابساً مكفهراً.. لم يخلقك الله لتكون أداة لتعذيبهم، كلما رأوك شعروا بأنهم السبب فى كل ما تعانيه.. ابتسامتك فى وجوههم تمنحهم الأمل وتعطيهم إشارة بأنك تحبهم وقادر على الاستمرار وإن وقفت الدنيا فى وجهك.
ابتسم مرة خامسة فالابتسامة تحرك قرابة 17 عضلة من عضلات الوجه، وثمانون عضلة أخرى فى الجسم تتحرك وتجرى فيها الدماء مع كل ابتسامة وتمنح الابتسامة وجهك نضارة وحيوية وتعطى من حولك إشارة بأنك صحيح معافى ولست مريضاً هزيلاً.
ابتسم مرة سادسة فى وجه فقير أو مسكين وإن لم تمنحه صدقة فتبسمك فى وجه أخيك صدقة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.. وابتسامتك فى وجه من هم أقل منك اجتماعيا وماليا ووظيفيا هى إشارة بأن الناس سواسية ورسالة مفادها أن الناس كلهم لآدم وآدم من تراب.. وهى علامة التواضع الذى يرفع صاحبه عنان السماء.
ابتسم مرة سابعة ، فالابتسامة علامة التفاؤل وما أحوجنا إلى التفاؤل فى زمن ساد فيه التشاؤم وانتشر فيه اليأس بفعل فاعل حتى نقول جميعا "مفيش فايدة".. لا تقلها وابتسم.
ابتسم مرة ثامنة هذه المرة عند الهزيمة فابتسامتك تعنى أنك لا زلت على قيد الحياة وأن عقلك لا يزال يفكر وأن روحك لم تنكسر وإن انكسر رمحك.
ابتسم مرة تاسعة ، هذه المرة فى وجه زملائك ، فقد جاءوا إلى العمل محملين بهموم الحياة فلا تزد همومهم بتكشيرة الصباح المعتادة وبعبارات التشاؤم المكررة حاول ان تغير وابتسم وستنتشر عدوى الابتسام بينهم وتصبح أنت مصدر السعادة للجميع.
ابتسم مرة عاشرة وأخيرة.. هذه المرة بينك وبين نفسك، واسأل نفسك علام الحزن والبؤس والتذمر وحاول أن تحصى النعم التى تنعم بها ولا ينعم بها غيرك وقل لنفسك الا تستحق كل هذه النعم أن تبتسم وتشكر خالقك.
آخر السطر
فى صلاة الجمعة الماضية صلى أمام شاب به إعاقة جسدية تجعله لا يستطيع الوقوف للصلاة، كنت أحسب أن الأمر يقف عند ذلك فلما فرغ من صلاته وجدته يمشى على رجليه ويديه.. ورغم ذلك جاء إلى المسجد ليصلى شكرا لله.. ما أتعسنا ونحن نرى الحياة بمنظار اليأس والتشاؤم.. ابتسم من فضلك..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة