محمد منير يكتب.. وقائع مسروق بن مسروق

الأحد، 22 أغسطس 2010 11:46 م
محمد منير يكتب.. وقائع مسروق بن مسروق تمثال الكاتب المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. انتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوبا.

اليوم كنت أسير فى أحد شوارع المنهوبة أبحث عن رزق غير مسبب يسقط على رأسى يعيننى وأسرتى على معيشة يوم دون سؤال أو إلحاف.

لمحت سيارة من فئة نصف النقل يحاول سائقها مع نصف كهل تحميلها بموبيليا قديمة.. ولما رأيت التعب والإجهاد بادين على وجهيهما والعرق ينصب من جبينهما حتى كعبيهما، روادتنى فكرة عرض المساعدة مدفوعاً ببقايا شهامة قديمة من عصور ما قبل النهب وأملاً فى الحصول على بضعة جنيهات تقضى على احتياجات يوم من أيام ضنك ما قبل أول الشهر.

ما إن تقدمت منهم ولمحوا حالى وهم على حالهم، التقت احتياجاتنا وعرضت عليهم المساعدة فقبلوا بعد الاتفاق.. وبعد ساعة كانت السيارة محملة بجبل مرتفع من أثاث قديم مستعدة للانطلاق وأنا فوقها بعد أن اتفقت مع نصف الكهل على تفريغها أمام بيت ابنته الذى هاجر إليه بعد سقوط بيته القديم مقابل 10 جنيهات للتحميل والتفريغ.

انطلقت السيارة حاملة الأثاث القديم ومن فوقه جلست متخيلاً ليلة بين أبنائى حول مائدة أجنحة الطيور والمرق يعقبها لقاء زوجى نادر بفعل تأثير بروتين أجنحة الطيور وعفشة الفراخ.

فجأة توقفت السيارة أمام أمين شرطة بدأ بطلب رخصة السيارة من السائق والمعلوم من نصف الكهل وبعد مفاوضات قليلة انتهت بدس مبلغ من المال فى جيب الأمين الذى نظر تجاهى وقال لى: وإنت؟ أجبته على الفور: على باب الله، فأصدر علامة صوتية إسكندارنية قائلا: وباب الله ده معلهوش ضرائب يا روح أمك.. فين بطاقتك إنت شكلك لبط، خرج نصف الكهل مسرعاً ودس مبلغاً آخر فى جيبه.

وصلت السيارة إلى بيت الابنة فى شارع عرضه 4 أمتار وأمام البيت القديم أفرغت السيارة بحماس، مستهدفاً جلسة الليل الأسرية.. وما إن انتهيت حتى وقفت أمام نصف الكهل الذى «استتنح» حتى جف عرقى فتخليت عن حيائى العذرى وسألته فين الأجرة.. فأجاب مندهشاً «دفعتها للأمين من الضرائب اللى عليك إنت مش بتشتغل وتاخد أجرة.. ليه ما بتدفعش حق الحكومة؟».

ابتسمت وقلت كعادتى: «قضا أحسن من قضا»، وبدأت رحلة يوم جديد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة