"بيكون عندنا طاقة ونشاط كبير وكل يوم محسوب فى الشهر وعارفين هنعمل فيه إيه"
هذا ما اتفق عليه الشباب حول تخطيطهم لشهر رمضان، مؤكدين اختلاف شخصياتهم خلال هذا الشهر بالتحديد، والذى يميلون فيه إلى تنظيم وقتهم وتحديد أهدافهم والسعى وراء تحقيقها، وهو ما لم يعتادوه طوال السنة، فهم يصفون حياتهم دائمًا بأنها روتينية.
"الالتزام بجميع الفروض وختم القرآن مرة على الأقل" أهم الأهداف التى يركز عليها مصطفى محمد – 23 سنة – ويقول: "بحاول أخرج من روتين العمل المستمر طوال العام، وإنى أنتظم فى الفروض؛ لأن ثوابها أكبر فى رمضان، وباخطط للشهر بشكل مختلف عن الأيام العادية التى غالبًا ما تسير دون تخطيط، وتقتصر على العمل، ولا أضع فيها أهدافًا معينة".
واتفقت معه نهى نصر – 30 سنة – قائلة: "فى حياتى الطبيعية بامشى بالبركة، لكن رمضان مختلف، فهو 30 يوم فقط فى السنة ينفتح فيها باب التوبة والرحمة والثواب المضاعف؛ لذا أخطط للشهر كاملا لكى أستغل كل وقتى، كما أقوم بأنشطة مختلفة عن الأيام الأخرى مثل أعمال الخير وزيارات المرضى مع أصدقائى أو أقاربى مثل معهد الأورام ومستشفى السرطان إلى جانب الزيارات الأسرية".
أما أسماء مكاوى – 16 سنة – فاعتبرت أن التخطيط فى رمضان "واجب ولا نقاش فيه"، تحدد فيه أهدافها التى يغلب عليها الطابع الدينى وتقول: "باحاول أنظم وقتى وألا أقوم بالأعمال غير الضرورية، فلا أقابل اصدقائى بنفس معدل الأيام العادية، كما أبحث دائمًا عن الأعمال الخيرية التى استطيع الاشتراك فيها، وتساعدنى والدتى فى ذلك؛ حيث تسمح لى مثلا بقضاء معظم وقتى فى جمعية "رسالة" حتى فى ساعة الإفطار والتى أقوم فيها بتجهيز موائد الرحمن".
من ناحيتها أكدت نورهان جميل – 21 سنة – أنها تستقبل رمضان بطاقة روحانية كبيرة يشجعها فى ذلك ما تراه فى المحيطين بها، وتقول: "الناس بتتحول وكأنها فجأة تدرك أهمية الوقت وكلنا ندخل فى سباق للقيام بأقصى مجهود وأفضل نتائج، الأمر الذى يتناقض مع تعب الصيام والعطش والجوع"، وتضيف:
"نفسى أفتح فى رمضان المقبل صفحة جديدة فى حياتى أتخلى فيها عن كل التصرفات السلبية التى كنت أقوم بها وأستغل الطاقة الإيجابية للاستمرار فى تحفيزى بعد رمضان".
كما اعتبر أحمد نجيب – 21 سنة – أن رمضان نقطة نظام مثالية، ويقول: "بنكون عارفين الأهداف التى يسعى الفرد للنجاح فيها، والتى تصب جميعها فى الوصول لرضا ربنا".
من جانبه ، اعتبر محمد زكريا – مدرب التنمية البشرية – أن عامل التوقيت هو أساس نجاح التخطيط، بالإضافة إلى "البيئة المهيأة التى تتوفر فى رمضان دون غيره من الأشهر.
ويضيف: نستقبل رمضان بتفكير مختلف موحد للجميع، فتجد معظم الأهداف التى يسعى الفرد لتحقيقها هى نفسها ما يتنافس عليه الآخرون، مما يخلق مناخًا مشجعًا يدفعك للنجاح، فلا تجد كلامًا سلبيًا، فلو خططت أنك تزور أقاربك ستجد معظمهم يقومون بالعزومات والزيارات".
وأكد أن التخطيط يحتاج توافر 7 أركان للالتزام، وهى الجانب الروحانى والشخصى والصحى والأسرى والمهنى والمادى، والتى تصل إلى أعلى مقاييسها خلال رمضان.
ويوضح زكريا أن افتقاد الشخص للرؤية الشاملة وبعد النظر يتسبب فى اندثار هذه الروح بعد رمضان، وذكر أن التخطيط يبدأ من الفرد، والعادة نستطيع اكتسابها من خلال التكرار اليومى فى فترة من 14 إلى 28 يوم حسب العادة وحسب شخصية الفرد، فإذا أراد الفرد أن يكتسب عادات إيجابية أو يتخلص من أخرى سلبية، فليستغل نشاطه فى رمضان ويحاول تطبيقها يوميًا.
وعن الفرق بين التخطيط والتنظيم يقول زكريا: "لا يشترط أن يكون الفرد قادرًا على التخطيط والتنظيم فى الوقت ذاته؛ لأن الإبداع أحيانًا يأتى من الشخصيات غير المنظمة والتى تطغى صفاتهم الأخرى على هذا النقص.
شدد زكريا فى النهاية أن رمضان فرصة لنتعلم فيها التخطيط، وقال: "من يعش حياته بلا تخطيط يخسر الوقت والمجهود، ويشعر أنه بلا قيمة، كما أنه يفقد العديد من الفرص، وإذا نظر إلى الماضى فلن يجد أى إنجازات تلفت انتباهه".
