ارتفع سعر طن الدقيق فى الأيام الماضية من 1200 إلى 2750 جنيها، لأن مصر لن تستقبل 540 ألف طن من القمح الروسى الذى كان مقررا أن تحصل عليه قبل منتصف الشهر المقبل، بسبب ارتفاع درجة الحرارة هناك، واستصدار قرار بوقف تصدير القمح، الحكومة المصرية سارعت وقالت إن الأمور تمام، رئيس الوزراء قال إن الإنتاج المحلى زاد ثلاث مرات«بس الاستهلاك المتنامى يلتهم كل شىء»، وزير الزراعة قال إن مصر لديها خطط وبرامج واضحة، وأن الاستراتيجية الزراعية تهدف إلى الوصول إلى الاكتفاء الذاتى فى 2020 (يا ترى مين يعيش) بحيث نغطى 70 % من احتياجاتنا، وقال إن الحكومة تستهدف زيادة المساحة المزروعة بالقمح إلى 4 ملايين فدان بحلول 2017، من خلال تنفيذ خطة استصلاح مليون فدان إضافى، ولم يقل وزير الرى كيف سيتم تدبير مياه للمليون فدان المستهدفة، ولكن وزير التضامن قال لأهرام الجمعة «اطمئنوا.. لن نمس رغيف العيش»، وقال أيضا إن دعم الفلاح ليس عيبا، مصر تشترى سنويا من6 إلى 7 ملايين طن (أى أكثر من 50 % من احتياجاتها)، نصفها من روسيا، لأن القمح الأمريكى أغلى من الروسى والفرنسى، ولأن الأمريكان كانوا يرفضون فحص المصريين للقمح «إذا كان عاجبهم»، وبناء عليه توقف الموردون عن التقدم بعروضهم فى المناقصات المصرية، ولكن القطاع الخاص حسب ملحق وزارة الزراعة الأمريكية بالقاهرةـ اشترى ما بين 300 و400 ألف طن من قمح الشتاء الأحمر الصلد!، القرار الروسى بوقف التصدير جعل السفيرة الأمريكية بالقاهرة تعلن أن القمح الأمريكى تحت أمر المصريين، وبدأت الصحف هناك فى التمهيد على طريقة» حرائق القمح الروسى تهدد بإشعال اضطرابات اجتماعية فى مصر، وزير التجارة كان حويطا عندما قال إن مصر لن تشترى القمح عبر الاتفاقات الخاصة و«من يرد توريد القمح لنا عليه أن ينضم للمناقصة، ويقدم سعره، ونحن نختار الأفضل»، وبالفعل استوردت هيئة السلع التموينية 120 ألف طن من فرنسا(شركة إنيفيفو) بسعر 312 دولارا للطن، بعد أن تلقت الهيئة 11عرضا لتوريد الكميات المطلوبة، سكوبى تريد عودة القمح الأمريكى لمصر، لكى تضغط به أيضا فى الأزمات كما حدث قبل ذلك، ولكى تحل مشاكل المزارعين فى بلدها، ولم أفهم اتفاقها فى عز الأزمة مع وزير الزراعة المصرى على تصدير 150 طن تقاوى مضاد للصدأ إلى أفغانستان، وهل هذا يندرج ضمن حل أزمة القمح فى مصر، أو ضمن الحملة ضد الإرهاب؟!، الحكومة المصرية لا تريد حل المشكلة، لأن مافيا المستوردين قوية، ولأنها تتعامل مع الفلاح على أنه عبء عليها، ولا تفكر إلا فى نفسها، ولا تعرف أن القمح شيئا مهما لاستقرار البلد، الذى يعانى مواطنوه من ارتفاع الأسعار وارتفاع ضغط الدم، ولم تعد صوامعه عامرة، ولا أحلامه قابلة للتحقق، الحكومة تمنح حلفاءها الأرض والماء والقروض والإعلام، وتبخل على الذين يدفعون أعمارهم فى انتظار الفرج، لن أتحدث عن مصر التى كانت المصدر الأول للقمح أيام الرومان، ولا التى أرسلت عن طريق عمرو بن العاص مايكفى لعمر بن الخطاب فى عام الرمادة، لأن الكلام فى التاريخ أصبح موجعا، بعد أن نجح المغامرون الذين يحكموننا، فى سرق روح الفلاح ومحاصرته، ومنح الأرض والماء والقروض لأناس لا نعرفهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة