فى التاسعة تماما.. بدأ العد التنازلى لنهاية زواج كان فى عامه الثالث حين قالت رضوى لمصطفى وكان يستعد للخروج من البيت: أرجوك أريد أن أراك.. تعبت من الوحدة.. من مسؤولية تربية ولد وبنت بدونك!
كان آخر ماتتوقعه منه أن يقول لها التالى: وأنا تعبت.. زهقت.. الساعة التى أجلسها فى البيت نكد وشكوى حياتى معك أصبحت جحيما لايطاق.. لم يعد عندك سوى الدموع ليل نهار..
فصرخت: وأنت ماذا تفعل لى من أجل أن أستعيد ابتسامتى.. متى أراك أصلا لأبتسم فى وجهك.. هل تشعر بالبرد الذى أشعر به وأنت غائب.. هل تسهر لتغطى طفليك فى الفجر..
قال وقد أوشك على أن يفجر مفاجأته الأخيرة: هذه مهمتك.. أنا حياتى خارج هذا الباب، أعمل وأسافر وأضع لك رصيدا كافيا فى الفيزا كارت، مسؤوليتى تنتهى هنا.
فقالت بنظرة يأس:.. وأنا؟ وحياتى وطموحى ووعودك أن تجعلنى أصنع حياة جميلة أحبها وتحبها.. أنت تزوجت امرأة ولم تتزوج كرسى أو برواز!
فقال: كان زمان.. فى وقت تصورت فيه الزواج منك جنة.. والحياة معك سعادة متواصلة.
قالت: كلامك يعنى أن أسكت وأبقى.. أو أرحل وينتهى كل شىء.
قال: تمام.. اختصرت مشوارا طويلا.
قالت: أرفض السكوت.. لا أقبل أن تضيع حقوقى لمجرد أن أرضى غرورك.
قال: وأنا أرفض أن أضيع حياتى كأنها يوم طويل ممل لا أسمع فيه إلا الشكوى!
قالت: الشكوى بسببك، ساعدنى ألا أشكو، ساعدنى أن أضحك، أنت صنعت جنازتى.. ولا تريدنى أن أموت!
قال: ماذا أفعل أكثر لأجلك.. كل ما تطلبينه أنفذه، هل شكوت لك مرة.
قالت: لو فعلت.. كنت أنقذتنى، أنا أريدك، أريد أن أتكلم معك، أريد صوتك فى بيتك.
قال: والحياة، الفلوس والمستقبل والعمل.. من يدبر لكم ثمن هذه الحياة الصعبة.
قالت: أنت.. تستطيع أن تعدل بين عملك وبيتك.. بين أن تشقى من أجلنا.. وتفرح بوجودك بيننا، العدل أساس الملك.. وأنت حاكم هذا البيت!
قال: يئست من إصلاحك.. وكرهت نصائحك.
قالت: فى الطلاق!، أنا لا أريد الطلاق ولو كنت تريده.. أريدك، لو كان الطلاق هو ثمن اعترافى لك أننى أفتقدك.. فأنا أسحب اعترافى.
قال: الطلاق هو أفضل حل لى.. ولك، يجب أن نستريح، لماذا نعيش نكذب طول الوقت بمشاعر منتهية..
قالت: أنا متمسكة بك، سأدافع عنك، عن حقى فيك، عن حق أولادى فى أبوتك لهم.
قال: ماقلته لك.. يؤكد أن طلاقنا أصبح ضرورة، لن تسامحينى أبدا على ماقلت وإن تظاهرت بذلك، ولن أسامح نفسى أننى أعلنت موقفى بكل هذه الصراحة!
قالت: بالعكس.. أنا فسرت صراحتك على أنها منتهى الحب.
قال: للأسف.. أحبك!، ولأننى أحبك.. أنا أحترمك وأصر على الطلاق!
قالت: وبعدها.. يذهب كل واحد إلى حاله، نلتقى غريبين بعد أن كنا أقرب الناس.
قال: وحقى فى حياة سعيدة، لماذا أدفع عمرى ثمنا لسعادة أطفال لن يقدروا هذه التضحية فى يوم من الأيام؟
قالت: أنا أخطأت.. وأنت أخطأت، لو اعترفنا فى لحظة واحدة بالخطأ.. نتداركه، أنا أخطأت بالشكوى.. وأنت أخطأت بالصمت، تعال نلتق فى نصف الطريق قال: تحب نلعب فى الوقت الضائع.
قالت: هذا قرارك الأخير؟
قال: لنفترق أصدقاء!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة