حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية أمس انتجت مصر نحو 56 مسلسلا للعرض على شاشات التليفزيونات خلال شهر رمضان، بتكلفة إنتاجية بلغت 150 مليون دولار، أى ما يوازى 800 مليون جنيه مصرى، هذا غير ميزانية البرامج التى تصل إلى حوالى 200 مليون جنيه، بما يعنى مليار جنيه لإنتاج مسلسلات وبرامج رمضانية!
وإذا وضعنا فى الاعتبار أن الإنتاج الدرامى المصرى أصبح لا يمثل أكثر من ثلث الإنتاج الدرامى العربى، خاصة فى ظل وجود الدراما السورية واللبنانية والكويتية والسعودية والإماراتية، والتمويل الخليجى لأعمال متنوعة، فهذا يعنى أن العرب أنفقوا ما يزيد على ثلاثة مليارات جنيه لشهر واحد من المسلسلات.
والغريب أنه فيما تم إنفاق 800 ملون جنيه على مسلسلات رمضان، فإن دراسة أجراها الدكتور حمدى عبد العظيم الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية نشرها موقع المصريون قال فيها إن المصريين أنفقوا العام الماضى 516 مليون جنيه على موائد الرحمن، التى يتردد عليها نحو 1.8 مليون شخص يوميا بإجمالى حوالى خمسين مليون شخص على مدار الشهر.
أما ما ينفقه الناس على الطعام فى المنازل، وحفلات الإفطار فى الفنادق والمطاعم والكافيتريات، وحفلات السحور الراقصة فلم يتم حصره بعد، وإن كان من المرجح أن يصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات.
ومقارنة هذه الأرقام تعطينا دلالات ومؤشرات تحتاج لوقفة، فليس معقولا أو مقبولا أن يكون ما ينفق على المسلسلات أكثر مما ينفق على إطعام الفقراء والمساكين، كما أن هذه الأرقام والمؤشرات تظهر أن رمضان تحول من شهر للصيام والعبادة والتقرب من الله، إلى شهر للتخمة وملأ البطون، والجلوس أمام الشاشات لمتابعة نفس الأشخاص يتنقلون من برنامج إلى آخر، لا يراعون حرمة الشهر الكريم، ولا يجدون غضاضة فى الأحاديث الجنسية الصارخة وقلة الأدب.