د.حمزة زوبع

"يَنْبَغِيَّات" منظرى الحزب

الإثنين، 16 أغسطس 2010 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتابع لتحركات وتصريحات منظرى الحزب الوطنى و"مفكريه" يجد أنهم جميعا يبدءون كلامهم بـ( ينبغى) على الحكومة، و(يجب) على الحكومة كما لو كانوا من المعارضة وليسوا هم "الدماغ الكبيرة" للحزب ولحكومته.

على سبيل المثال، حين يقول الأستاذ أسامة سرايا فى مقاله (انتجوا غذاءكم) يوم الأحد 9 أغسطس بالأهرام المصرية "مصر تستطيع بالتنظيم والبحث العلمى إنتاج ما لا يقل عن‏70%‏ من احتياجاتنا من الحبوب والغذاء عموما بكل أشكاله‏..‏ ولكن ملكات المستوردين والتسهيلات التى يحصل عليها المستوردون تؤدى إلى الاكتفاء بالاستيراد بديلا عن الإنتاج ـ أصبحت أقوى فى مصر‏..‏ وهذا الأسلوب يجب أن يتوقف".

فلمن يوجه الأستاذ سرايا حديثه؟
بالطبع ليس لى ولا لك ولا لأحزاب المعارضة؟
إذن ماذا تفهم عزيزى القارئ من هذا الكلام؟
أنا أفهم منه أن الأستاذ سرايا اكتشف فجأة أن الأداء الحكومى هو فى النهاية لمصلحة المستوردين؟

وإذا سألت ومن هم المستوردون؟
ستعرف أنهم كبار رجال الأعمال فى الحزب الوطنى؟
وبالتالى، فإن زيت (الحزب) فى "دقيق روسيا" وليس فى دقيقنا لأننا لا نملك سياسة زراعية وطنية.

رجال أعمال الحزب ولجنة السياسات أقوى بكثير فى مصر، حسب سرايا!
هل هذا الكلام يفرق كثيرا عن كلام المعارضة، بدءا من التجمع ومرورا بالناصرى والعمل، المغلق للتحسينات، والوفد حتى حركة كفاية والإخوان المسلمين..

خذ مثالا آخر للدكتور محمد كمال أمين التثقيف بالحزب الوطنى، الذى عقد زفافه فى قصر محمد على باشا وهو كبير مستشارى لجنة السياسات، فى ندوة عقدها بمكتبة مبارك بمحافظة البحيرة وبحضور المحافظ شخصيا قال أيضا شيئا يستوجب التوقف عنده وهو من "ينبغيات" الحزب الوطنى الجديدة، و(شدد أمين التثقيف على ضرورة توافر ضمانات النزاهة فى الانتخابات القادمة، موضحا أن قانون مباشرة الحقوق السياسية يوفر العديد من الضمانات لإجراء انتخابات نزيهة.

ومن المهم تفعيل هذه الضمانات، وخاصة ما يتعلق بالسلطات الكبيرة للجنة العليا للانتخابات، والإشراف القضائى من خلال اللجان العامة، والسماح بالتصويت باستخدام بطاقة الرقم القومى للمسجلين فى القوائم الانتخابية، وإتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدنى المصرى لمتابعة الانتخابات) نقلا عن جريدة الجمهورية المصرية الثلاثاء 10 أغسطس 2010 .

ماذا تفهم من كلام الدكتور محمد كمال سوى أنه تكرار لكلام المعارضة ونسخة طبق الأصل من مطالب جبهة التغيير ونسخة مشابهة لمطالب حزب الوفد فيما يعرف بضمانات الانتخابات!

من يسرق أفكار من؟
ومن يستبدل مقعده الآن؟
هل أدرك ساسة الحزب أن الوقت قد حان لتبنى أفكار المعارضة؟
وإذا كان هذا صحيحا فماذا عن الفكر الجديد؟
هل سقط الحزب فى اختبار المنافسة السياسية النظرية وفى اختبار الأداء العملى على أرض الواقع؟
هل اعتبر ما قرأته عليك عزيزى القارئ هو بداية النهاية؟
أم أنه دجل سياسى للانقضاض على أفكار وطموحات المعارضة؟
وماذا عن العشر سنوات الأخيرة التى قالوا عنها إنها سنوات تطوير الحزب والحكومة وسنوات الإنجاز!

أين الإنجاز إذا كان ما يتحدثون عنه هو عبارة عن "سوف" و "يجب" و"ينبغى" يعنى كله كلام عن المستقبل..
نريد أن نسمع منهم كلاما عن الحاضر!
آخر السطر
لا شىء أسرع تبخرا من الكذب!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة