ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الفيضانات المدمرة التى تضرب باكستان حاليا تنذر بجر البلاد إلى مرحلة خطيرة من نقص المياه النظيفة، وهو الأمر الذى لا يفرض تهديدا على الباكستانيين فقط وإنما على الأمن القومى الأمريكى، وذلك لأن ندرة المياه ستساهم بشكل أو بآخر فى زعزعة الأوضاع المقسمة بالأساس، مما سيضر فى نهاية الأمر بجهود الإدارة الأمريكية لاستئصال شبكات الإرهاب. وأضافت أن مشكلة المياه هذه ربما تفتح المجال لحرب جديدة مع الهند.
وقالت نيويورك تايمز، إن ذوبان الكتل الجليدية فى الهميالايا التى تغذى نهر "أندوس" –الذى ساهم فى الفيضانات الحالية- وتزايد حدة الضغط مع العدو اللدود الهند حول استخدام روافد النهر، يرجحان أن إنتاج الغذاء فى باكستان لن يتماشى مع زيادة أعداد السكان، فمن المتوقع أن يرتفع تعداد السكان من 170 مليون شخص اليوم إلى 220 مليون العقد المقبل، كما سينخفض تدفق نهر "أندوس" بفعل الاحتباس الحرارى. ولكن ما يدعو للقلق، هو أن باكستان تمتلك فائض من المياه لا يكفيها سوى لمدة 30 يوما، وبعدها تواجه خطر الجفاف.
ورأت الصحيفة أن كشف وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون قبل أزمة الفيضانات عن مشاريع مياه كبيرة فى باكستان بهدف تعزيز القدرة القومية على التخزين والرى والحصول على مياه آمنة للشرب، وتوفير الكهرباء فى ضوء برنامج المساعدة الأمريكية الجديد الذى سيتكلف 7.5 مليار دولار، أمر لا يدعو للدهشة، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى شهر مارس الماضى، أن ندرة المياه فى باكستان باتت "مشكلة رئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن باكستان شأنها شأن مصر تعتمد كليا على مياه النهر وروافده، مما يزيد خطورة مشكلة الجفاف.
نيويورك تايمز: نقص المياه فى باكستان مشكلة أمن قومى لأمريكا
الإثنين، 16 أغسطس 2010 01:53 م