خططت وأدارت ونفذت من بيتها، العامل الرئيسى كلمات قليلة لكنها تعبر عن امرأة قررت أن تطلق حملة قومية للتبرع بالدم فى السودان، وهى رحاب عبد الحليم التى خصصت للمتطوعين جانب من شقتها كمقر لينطلقوا من خلاله إلى شباب السودان يدعونهم لتغيير ثقافة التبرع بالدم.
التقى اليوم السابع السيدة رحاب عضو جمعية عزة أشهر الجمعيات النسائية بالسودان واحد أعضاء مجلس أمناء مستشفى سرطان الأطفال 99199، لتتحدث عن مسار الحملة فى السودان موضحة دور الجمعيات النسائية والشباب ومؤكدة على أهمية ترابط الشباب العربى فى دعم الحملات القومية.
بدأت الحملة القومية للتبرع بالدم على يد الشباب المصرى، كيف شاركتى بها؟
سمعت عن المبادرة فى شهر أبريل الماضى التى شاع نشاطها فى أوساط الجمعيات الأهلية وخصوصا النسائية، مثل جمعية عزة النسوية التى أشارك فى عضويتها، وبدأت فعلا ابحث عن المنظمين للحملة لأتواصل معهم، خصوصا أنى أحد أعضاء مجلس الأمناء لمستشفى 99199 لسرطان الأطفال التى نسعى لبنائها فى السودان على غرار مستشفى 57357 فى مصر، والتى تحتاج إلى مجهود كبير خصوصا فى التبرع بالدم والذى يعد نشاطا خاملا بشكل كبير فى السودان .
وما أسباب انخفاض الإقبال على التبرع بالدم فى السودان ؟
يفتقد المواطنين فى السودان كبقية الدول العربية لترسيخ ثقافة التبرع بالدم منذ الصغر لذا هناك انخفاض كبير على الإقبال عليه، إلى جانب غياب الوعى فى الجامعات وعلى مستوى الشباب، ومفيش تحرك غير لما يكون شخص معين محتاج للدم، بالإضافة إلى إننا كدولة من العالم الثالث لا يشغلنا سوى مشاكلنا السياسية مثل دارفور، لكن مثل هذه الحملات التنموية يجب أن يدفعها المجتمع ذاته .
وماذا فعلتى بعد معرفتك بالحملة؟
وجدت أن شباب الحملة ليس لديه المكان الذى يقود من خلاله المبادرة وينظم فيها الفعاليات، ووجدت بيتى نصفه على الأقل غير مستغل، فدعيت زوجى لكى يقبل على استقبال الشباب فى منزلى وخصصنا لهم غرف لكى يديروا من خلالها هذه المبادرة الإنسانية التى نحتاجها بشدة فى السودان التى نعانى فيها من العديد من الأمراض التى تحتاج إلى الدم، كما أنى يجب أن أكون إيجابية وأساعد على التغيير باى إمكانيات اقدر على المشاركة بها.
وهل مانع زوجك ذلك؟
بالعكس، شجعنى لأنه شعر أنى متحمسة للمبادرة إلى جانب أنى لا أقصر فى مهام بيتى واولادى، ولأنه شعر باحتياج المرضى إلى الدم عند مرض ابنى والذى بحثنا كثيرا لإيجاد فصيلة دمه، ومن وقتها وإحنا عارفين غلاوة نقطة الدم اللى ممكن نتبرع بيها وإحنا فى صحتنا، ونكون فى اشد الاحتياج إليها فى مرضنا.
وهل كان لكى دور فى تبرع زوجك طارق العبادى بالفيلا للحملة؟
نعم فقد كنت أدرك أن الشقة صغيرة على الحملة فى الوقت التى كانت لاقت فيه نجاح فى السودان، وتحدثت مع زوجى للتبرع بالفيلا التى لا نحتاجها فى الوقت الحالى، فزوجات رجال الأعمال لا يجب أن يقتصرن على التمتع ببيوتهن فقط وإنما الأكثر أهمية دورهن الاجتماعى فى الاستفادة من مراكز أزواجهن الاجتماعية خصوصا لو كانوا مشغولين بأعمالهم الاقتصادية، فعلى الزوجات أن يكن لهن دور فى أن يفكرن ماذا يقدمن للمجتمع؟ .
وكيف تجدى مستقبل الحملة فى الفترة القادمة ؟
فى الحقيقة استطاعت الحملة فى خلال أشهر قليلة أن تجذب عدد كبير من الشباب خصوصا الجامعيين، الأمر الذى أكد لنا أن السبب كان فى التوجيه الذى يحتاجه الشباب فى ظل طاقة كبيرة بداخلهم يحتاجوا إلى من يستغلها، وسنعتمد فى الفترة القادمة على العديد من نجوم الفن والرياضة الذين اقبلوا للمشاركة معنا ليقوموا بالدعاية للحملة.
وماذا تحتاج الحملة فى السودان ؟
بصراحة الدعم الحكومى موجود مع الحملة من بدايتها لكن الإمكانيات قليلة غصب عنا، وأنا نفسى أن يكون هناك تكاتف فى هذا الموضوع بين كل الدول العربية، فلماذا لا تقدم الدول القادرة ماديا للدول الفقيرة مثلا عربات الإسعاف والتبرع بالدم حتى ندعم بعض لأننا فى النهاية دم واحد.
رئيسة حملة التبرع بالدم فى السودان: خصصت جزء من شقتى للحملة
السبت، 14 أغسطس 2010 09:35 م