د.حمزة زوبع

إلا الصوم!

الخميس، 12 أغسطس 2010 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أجمل هذا الدين، وما أعظم ما جاء به تعاليم ومبادئ راسخات وتشريعات لا يدرك كنهها إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

بمناسبة حلول شهر رمضان قمت أسترجع بعض الأحاديث الدالة على فضل هذا الشهر الكريم، وقرأت حديثا قدسيا رواه البخارى فى صحيحه عن النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال الله عز وجل "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لى، وأنا أجزى به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إنى صائم، إنى صائم. والذى نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه".

وتوقفت عند قوله سبحانه "إلا الصوم فإنه لى"، ووجدت للمفسرين كلاما غاية فى الروعة والجمال، وإشعار الصائم بأن ما يقوم به ليس مجرد عبادة عادية بل هى عبادة من الطراز الفخم والراقى لدرجة أن الله قد أضاف هذه العبادة إليه سبحانه، وكما يقول الشيخ القرضاوى فى تفسيره للحديث على موقعه عبر الإنترنت "هذه الإضافة، من الله سبحانه وتعالى، إضافة الصيام إلى ذاته تقدَّس وتعالى، إضافة تشريف وتكريم، كما يقال: بيت الله، للمسجد أو الكعبة، وكل الأرض لله عز وجل وكما يقال عن ناقة صالح: ناقة الله، وكل النُّوق، وكل الأشياء إنما هى ملك لله عز وجل) انتهى الاقتباس.

والصوم عبادة خاصة وخالصة لله، وهو فى رأى المفسرين عبادة الإخلاص التام، فمن الممكن أن يصلى المرء لله ولغيره، ويقول العلامة القرضاوى "هذه العبادة لم يعبد بها غير الله سبحانه، فكل العبادات الأخرى قد عبدت بها الآلهة المزيَّفة، والأصنام التى عبدها المشركون على مر العصور.

الصلاة، كم جُعلت لغير الله، فرُكع وسُجد لغيرالله!الدعاء، كم دُعى غير الله!
القرابين، والصدقات، كم قُدمت لغير الله تعالى؟!، ولكنه لم يُعرف أنه قد صِيم لغير الله تعالى." انتهى الاقتباس

أما أروع ما قرأت من تفسير لهذا الحديث، فقد جاء فى باب الفتاوى على موقع طريق الإسلام وجاء فيه أن معنى قوله تعالى "الصوم لى وأنا أجزى به" رواه الإمام البخارى فى صحيحه، إن أعمال ابن آدم قد يجرى فيها القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومون يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شىء من أعماله وحسناته، كما فى الحديث أن الرجل يأتى يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال، ويأتى وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته، ولم يبق شىء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح فى النار إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به."

كم هو رائع هذا المعنى، وكم هو عظيم أجر الصائمين، فاللهم تقبل منا ومنكم.

آخر السطر:
كل عام وأنتم بخير






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة