تباينت آراء مستخدمى هاتف البلاك بيرى فى جميع أنحاء الدول العربية، هذا ما أشار إليه استطلاع ميدانى أعده مركز الدراسات العربى- الأوربى ونشره على موقعه حول خدمات هاتف البلاك بيرى وهو الاستطلاع الذى أكد على أنه يشكل خطرا أمنيا على مستخدميه باعتباره وسيلة للتجسس عليهم من خلال موقعه الإلكترونى.
يقول محمد فقيه – لبنانى "الأصل فى التكنولوجيا هو الاستفادة منها واستثمارها بالشكل الصحيح لكن الدول المستبدة والتى تحكم شعوبها بنظام مخابراتى، وتصادر حرياتهم وتكمم أفواههم، فإنه لمن الطبيعى أن ترتعب ويصيبها الهلع أمام أى تكنولوجيا توفر شيئا من الحرية للمواطن بعيدة عن قبضتها وخارج سيطرتها، فلو أن هذه الأنظمة نظرت بالأصل إلى شعوبها بأنهم مواطنين وليسوا أعداء للحاكم، لهم الحق فى حياة حرة كريمة كما يحيا غيرهم، بدلا من التجسس عليهم ومراقبتهم، لكان بدهيا أن يستعمل المواطن هذا الجهاز لخدمة الإنسانية والقيم المثلى وخدمة الوطن، بل وخدمة الحاكم الصالح الحريص على مصلحة شعبه وخدمة وطنه.
اما على زروالى – ليبى "بعض حكوماتنا العربية صارت مرتعبة من كل شىء وتحسب كل صيحة عليها، صحيح أن هناك دواع أمنية تتطلب أن تتخذ الحكومات ضدها إجراءات رادعة، لكن حكوماتنا اختلف الأمر عندها تماماً، فالمطارت تفتش، والمنافذ تفتش، الإنترنت والهواتف الشوارع البوابات، فى كل مكان هاجس الأمن يلقى بظلاله على كل شىء، لم يعد هناك مأمن حتى داخل البيوت، وقد يفكر الواحد منا بأنه تحت الرقابة ليست أسرية طبعاً وهى كذلك رقابة وهاجس مستمر.
يعبر أحمد المزعنن – فلسطينى عن رأيه قائلا "حتى خدمات الهاتف العادى تشكل خطرًا أمنيًا فى مستوى معين من مستويات السلوك الإجرامى، ومن منظور العدالة الجنائية، ويتعلق الأمر فى النهاية بتعريف أى سلطة فى بلد ما للأمن والأخطار وطبيعة هذا النوع من الوسائط التقنية المتقدمة وبرامجها وإمكان استخدامها بطريقة انحرافية إجرامية فى إطار الجرائم المستحدثة المهددة للأمن، وأيضًا يعتمد الأمر على المدى الذى تعتبره.
ومن مصر يقول حمدى أبو العلا "فى العالم العربى بوجه خاص كل شيء يمثل خطرا على الامن الاجتماعى والأمن السياسى، وتساءل لماذا كل هذه الضجة فالوضع بالخارج أبسط مما يعيشه الناس فى العالم العربى".
ويقول محمد البدور – أردنى "أنا مع الديموقراطية فى أوسع حدودها الممكنة كتلك التى تمارسها الأنظمة الديموقراطية الفعلية وليست الديموقراطية العرجاء المشوهة ومن الناحية الأخرى لا توجد ديموقراطية مطلقة بلا حدود وحدودها حماية الأبرياء من البشر فعلى سبيل المثال لا أرى ضيرا فى التفتيش الذى يمارس فى المطارات وفى أكثر الأنظمة ديموقراطية مع العلم أن فيه المساس بحرية الأفراد لكنه مساسا مبررا على كافة المستويات وبكل المقاييس لأنه فى نفس الوقت حماية لى ولغيرى من شر الموتورين.
وبوجهة نظر قانونية يقول تامر بركة محامى مصرى "يهمنى أن أوضح الشق القانونى لهذا الموضوع - القانون لا يتعارض على الإطلاق مع التطور التكنولوجى بل يشجعه وينظمه وعلى سبيل المثال حماية براءات الاختراع التى تطورت بناء عليها الصناعات المختلفة ومنها جانب تكنولوجيا الاتصالات ولكن لابد أن تتعارض مع مقومات الأمن القومى للبلاد التى تستخدم فيها تلك الأجهزة المطورة وأيضا حفظ قوام الأمن الاجتماعى والسلام الاجتماعى وعدم نشر الانحلال الخلقى والشق الهام حماية حرمة الحياة الخاصة للمستخدمين وعدم انتهاكها وهذا ما تجرمه كافة التشريعات الدولية والمحلية.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل ستخضع مصر قريبا لإلغاء خدمات البلاك بيرى داخل حدودها كما فعلت الإمارات من قبل ومن بعدها السعودية؟؟؟
بعد منعه فى الإمارات والسعودية..
العرب مختلفون حول خصوصية البلاك بيري
الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 01:15 م