عجيب ذلك الغزو الثقافى الذى تموج به دول العالم فتجد فى بلادنا العربية والإسلامية تنتشر الثقافات الغربية ويتبارى الشباب على وجه الخصوص ويتفاخر بأن هذا التى شيرت من فرنسا وهذه "الجزمة" من إيطاليا وهذه الساعة من سويسرا وهذا التليفون من فيلندا...الخ
ولكن الأعجب ان تنتقل الثقافات العربية إلى دول أوروبا فتجد فى الشوارع وفى معظم المدن والعواصم الأوروبية بداية من باريس وروما وميلان ومدريد وأمستردام وغيرها الزى العربى والإسلامى والأفريقى والآسيوى، منتشر بشكل كبير بين أبناء تلك الجاليات التى لم تتخل عن ثقافاتها فى الملبس والمأكل ونقلتها إلى مواطنها الجديدة وآثرت أن تحتفظ بموروثاتها الثقافية والاجتماعية فى بلاد الحضارة والمدنية.
فلا عجب ان ترى فى العاصمة الإيطالية ومدينة ميلان سيدات مصريات يلبسن الجلباب الأسود والطرحة السوداء وبيدها أولادها فى الشارع أو الباص أو الحدائق وأصبح الأمر عاديا بالنسبة إلى كثير من الإيطاليين الذين يشعرون بشىء من الاختلاف الثقافى والفكرى، ولا يعدونه لباسا متخلفا بل يعدونه نوعا من الفلكلور الذى تتمسك به الشعوب، أما الشباب المصرى فقد تنصل من لباسه الوطنى فى بلاده وبالتالى لا تجد مصريا يلبسه فى أوروبا.
أما المغاربة ودول شمال أفريقيا فتجد كثير من الرجال منهم يحرصون على الزى المغربى وخاصة وقت النزهة، أما النساء فلا تلبس الا الملابس الاوروبية، وقليل منهم من تلبس الزى المغربى وهو الجلابية ذات الطرطور.
ولا يقتصر الأمر على المصريين والعرب ولكنك ترى الجاليات الأفريقية من السنغاليين والماليين والنيجيريين والسودانيين وخاصة المسلمين منهم فى فرنسا على وجه الخصوص يتمسكون بزيهم الوطنى وهو الجلباب بالنسبة للرجال والملابس الخاصة بالنساء والتى لا تخلو من الطرح الملونة والطويلة التى تغطى أجزاء واسعة من أجسادهن.
أما الجاليات الآسيوية من أندونيسيا وسيرلانكا وبنجلاديش وباكستان والهند وغيرهم تجدهم حريصين دائما على زيهم الوطنى سواء للرجال أو النساء ويتجمعون فى مناطق سكنية قريبة وخاصة بهم.
وتنتشر بشكل كبير محلات القماش والملابس العربية هناك وخاصة المغربية وتسمى نفسها البازارات المغربية التى تجد فيها ملابس مغربية ومصرية وسجاجيد الصلاة والأوانى الفضية والنحاسية وتشعر وأنت داخل البازار المغربى وكأنك فى الرباط أو الدار البيضاء.
كما ينتشر على مداخل محطات المترو والقطارات والأتوبيس كثير من المغاربة والأفارقة والآسيويين ودول أمريكا اللاتينية، وكل يعرض منتجات بلاده ويعرض ثقافته فى الملابس والإكسسوارات الحريمى والتى يقبل عليها شعوب أوروبا كنوع من التغيير والتجربة لثقافة الآخر.
الطرحة والجلابية السوداء تغزو شوارع أوروبا
الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 08:42 م
الجلابية المصرية ستايل جديد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة