فى استراحة محارب من متابعة الشئون والشجون والأحزان والهموم اليومية، بل واللحظية، قررت أن أجلس مع طفلتى الصغيرة وهى تشاهد فقرات بثتها قناة الجزيرة أطفال من السيرك العالمى.
ولا أخفيكم أننى تمتعت أيما استمتاع، وأنا أتابع حيوانات السيرك وهى تمشى "على العجين ما تلخبطه".. ربما تكون متعة الأطفال أن هذه الحيوانات على مختلف أحجامها وصنوفها قادرة على التكيف، لكن مثلى قد يراها من زاوية أخرى تزيد من عذاب النفس وهى ترى تلك الحيوانات مجبرة على العيش على طريقة البنى آدميين وما أقساها من طريقة!
ما أجمل الخيول وهى ترقص وتتمايل وتنحى تحية واحتراما للأطفال الصغار، وحتى هذا النمر الذى قد يخشى أحدنا رؤية صورته وهو يفترس فريسته، هذا النمر المفترس ها هو يجلس القرفصاء ويطيع الأوامر!
وحين شاهدت الأسد وصاحبه يروضه ويضطره اضطراراً إلى الوقوف على أقدامه الخلفية.. قلت فى نفسى "آه هذا زمان تركيع الأسود"، وحين رأيت الأسد يرفض وبشمم أن يتناول قطعة صغيرة من اللحم أهداها إليه مدربه، وكأن لسان حاله يقول "أنا الأسد الذى كنت آكل حماراً أو نصف حمار تصل بى الحال إلى أن آكل نصف كيلو" وتذكرت بيت الشعر الذى يقول:
تموت الأسد جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب!!!
فى سيرك الحيوانات، رأيت كيف يصعد الديك فوق ظهر التيس الراكب على ظهر بغل يدور فى ساحة السيرك دون أن يهتز لأى منهم شعرة.. ربما يكون هذا هو فن الاتزان.. أو الثبات الوجدانى.
تلك القطط الصغيرة والجميلة التى تتسلق لأعلى، مع أن القطط ليس لها خبرة بالتسلق والصعود لأعلى، ولكن ماذا نقول "منه لله اللى عمل السيرك".
وفى سيرك الحيوانات، شاهدت النعاج والخراف والبغال والحمير والكلاب جنبا إلى جنب مع الأسود، يا له من زمن عجيب، لم يعد للأسد فيه أنياب، وباتت الخراف الضالة تجلس جنباً إلى جنب مع ملك الغابة!
ولو كنت مكان "الأسد" لتنازلت عن رفاهية العيش فى السيرك النظيف وعدت فورا إلى الغابة ولو أكلت نصف وجبة.. كم أذل السيرك أعناق الأسود!
صحيح أن السيرك ممتع ومسلٍ، لكن الواقع أكثر تسلية وإمتاعا إن كانت المتعة هى إذلال الأعناق وإخضاع الكبار، فهذا أمر متاح ومباح ومشاهد فى سيرك السياسة اليومى ولكن ماذا تقول... (عقل عيال).
آخر السطر:
الفرق الوحيد بين سيرك الحياة وسيرك الحيوانات
أن سيرك الحياة كله بنى آدميين أو هكذا يجب أن يكونوا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة