دافعت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الجمعة، عن مشروع بناء مسجد ومركز خدمات إسلامى بالقرب من موقع أحداث 11 سبتمبر، وذهبت إلى أن المعارضة الشديدة من قبل الأمريكيين "ليست عدلاً" بل أنها تتعارض مع النهج الأمريكى الذى يتسم بالانفتاح والديمقراطية، والتسامح، فضلاً عن أن رفض البناء يلحق ضرراً بالغاً بالاعتقاد الذى تسعى الولايات المتحدة للترويج له، وهو أن البلاد ليس فى حرب ضد الإسلام.
ونقلت الافتتاحية عن القائمين على مبادرة "قرطبة" وهى الجهة المعنية ببناء المركز أن مهمتهم "الترويج عن التفاعل الإيجابى بين العالم الإسلامى، والغرب". وسيضم المركز ساحة لإقامة الصلاة، ومكان آخر لمعتنقى جميع الديانات الأخرى لأداء الصلاة أو للتفكر والتأمل، إلى جانب وجود لمقهى ومكتب مؤتمرات ومرافق ترفيهية مفتوحة للجميع بغض النظر عن ديانتهم.
وأكد، من ناحية أخرى، الإمام فيصل عبد الرءوف، وهو مؤسس ورئيس المبادرة، أن تشييد المركز "يرسل رسالة مفادها عكس ما حدث كليا فى 11 سبتمبر، ونحن نرغب فى إبعاد المتطرفين...ونأمل أن تتروى أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر، والأمريكيين الآخرين قبل أن تتسرع بأخذ أى قرار".
ولفتت الافتتاحية إلى أن بناء المسجد فى هذه المنطقة تحديدا قد أثار ضجة واسعة وصلت أصداؤها إلى الأروقة السياسية، فمثلاً دعت حاكمة ولاية ألاسكا السابقة، سارة بالن "المسلمين المسالمين" "لرفض" خطط المركز، واعتبرت وجوده فى هذا المكان إهانة لأرواح الضحايا.
ومن ناحية أخرى، رأى رئيس مجلس النواب الأمريكى السابق، نيوت جينجريتش أنه "لا يجب أن يكون هناك مسجدا بالقرب من هذه المنطقة بنيويورك، طالما لا يوجد كنائس أو معابد يهودية فى المملكة العربية السعودية"، وقالت الصحيفة الأمريكية إن هناك الكثير من الأمريكيين مقتنعون بوجهة النظر هذه، بل ويرون أنه لا يجب بناء أى مساجد فى أى مكان بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك وصفت لوس أنجلوس تايمز المسلك الذى يسير عليه كل من بالن وجينجريتش "بالخاطئ"، فحقيقة اعتراضهم تنبع من أن الاعتقاد السائد أن الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات ممثلون عن الدين الإسلامى، وأن المنظمين لمشروع "بيت قرطبة" متواطئون معهم، فقط لأنهم مسلمون، وهذا أمر أيضا خاطئ.
واختتمت لوس أنجلوس تايمز افتتاحيتها بالإشارة إلى تعليق عمدة نيويورك، مايكل بلومبرج حول هذا الصدد رداً على بالن "سارة بالن لها كل الحق لاعتقاد ما تشاء، ولكنى مختلف معها، فالانفتاح والتسامح هو كل شئ ترمز له الولايات المتحدة، وترمز له ولاية نيويورك. ورأت الافتتاحية أن تعليقات عمدة نيويورك تمثل أفضل "رفض" لوجهة نظر بالن وجينجريتش، والآخرين الذين ينتقدون هذا المشروع.
قالت إن الرفض ليس سلوكاً أمريكياً.. وليس عدلاً"..
لوس أنجلوس تايمز تنتقد رفض بناء مسجد بنيويورك
الجمعة، 30 يوليو 2010 06:49 م
جانب من افتتاحية لوس أنجلوس تايمز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة