علا الشافعى

قل الرحبانية وفيروز.. ولا تقل عاصى ومنصور

الجمعة، 30 يوليو 2010 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتصامات وحملات إلكترونية وصفحات خاصة أطلقت على موقع الفيس بوك لدعم السيدة فيروز والوقوف ضد قرار منعها من الغناء تحت عنوان «رح نبقى سوا» تجاوز أعضاؤها الخمسة آلاف شخص، إضافة إلى تنظيم العديد من الاعتصامات السلمية خلال هذا الأسبوع فى القاهرة وبيروت ودمشق وتصريحات، لـ «ريما» ابنة السيدة فيروز تقول فيها: أعتبر ما حدث مخططاً خطيراً وليس مجرد قضية ينظرها القضاء، وأهم أهداف هذا المخطط إلغاء «عاصى» من الأخوين رحبانى، وإذابة الأخوين بالعائلة الرحبانية الكبيرة، وهذا المخطط لم يبدأ هذه الأيام لكنه ظهر للرأى العام مؤخراً، ومعظم الدول العربية لم تتفهم طبيعة المشكلة وحقيقتها، لأنها معقدة ومتشابكة، واعتقد الناس أن «فيروز» ممنوعة من الغناء. لذا سوف أوضح لهم بعض التفاصيل المهمة، فقد حاول أبناء منصور الرحبانى إيهام الناس بأن المشكلة على ميراث، والحقيقة أنها أكبر بكثير. فالمشكلة بدأت قبل وفاة منصور الرحبانى، لكن كانت بشكل أقل من ذلك، وبعد وفاته، صارت تتضخم وتسير وفق مخطط له أهداف واضحة أهمها محو تاريخ عاصى الرحبانى.

ولا أعرف هل يستطيع أحد حقاً منع جارة الوادى أو «فيروز» من أن تشدو بصوتها، لا أظن ولا أرغب فى تصديق تلك الحالة الهستيرية من خلافات «الورثة» وكما يقول المثل المصرى «يعملوها الصغار، ويقعوا فيها الكبار» مع كل تقديرى واحترامى لورثة عاصى ومنصور الرحبانى إلا أن فيروز وعائلة الرحبانى أكبر من هذه الصراعات، ولايستطيع أى منهم الفصل بين هذا الثلاثى الرائع، فبدون صوت فيروز لم تكن لتصل ألحان وكلمات منصور وعاصى، والعكس صحيح أيضاً.

وافترضوا معى أن تلك الألحان والكلمات الرائعة كان يتغنى بها صوت آخر غير فيروز، كانت ستكون جيدة، ولكن ليس بروعة أدائها، وكان كل من منصور وعاصى يدركان أن إبداعهما مع فيروز سيتحول إلىأيقونة، ولن يكون مجرد غناء ممتع يصل إلينا بصوتها وألحانهما معاً.. فقد صرنا نعيش بتلك الأغانى وباتت جزءاً من التراث الغنائى والعالمى.

فيروز كعادتها فى كل الأزمات تلتزم الصمت، ولم تخرج يوماً عن وقارها والعهد الذى أخذته على نفسها بأنها لاتطل على الناس سوى للغناء «للغناء فقط»، وتركت الصراعات والمهاترات للورثة الذين أطالبهم بالصمت ولو قليلاً، لتأمل ما يرتكبونه فى حق آبائهم المبدعين «عاصى ومنصور»، وأعتقد أن عاصى ومنصور كلا منهما فى إبداعيهما من تأليف، ولحن، وتوزيع، وصلا إلى حالة التماهى معاً، وهذا مايجب أن يحترمه الورثة بعيداً عن تبادل الإهانات، ومحاولة كل طرف إثبات أنه كان الأكثر إبداعاً، وأبناء منصور يؤكدون أنه كان الأكثر إبداعاً لذلك تدرس أشعاره فى المدارس اللبنانية، وأبناء عاصى يشددون على أن تميزه هو ما أعطى الرحبانية الوهج.

إلى متى سيظل ورثة الشخصيات العامة يتصارعون ويتنافسون دون الالتفات إلى الخسائر التى يلحقونها بالغناء، وعلى آل الرحبانى أن يهدأوا قليلاً لأننا لا يعنينا سوى إبداعهم الذى بات حالة لا تعرف الفصل أو الجنسية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة