صنف بعض المثقفين الإنسان إلى أنواع، الأول الإنسان الكامل، وهو الذى يعلم كل شىء من العلم والأدب وهذا النوع يندر وجوده فى مجتمعنا، لأن الكمال من عند الله، والنوع الثانى هو الإنسان الصحيح وهو الذى يعلم العلم ولا يجهل الأدب أو يعلم الأدب ولا يجهل العلم والنوع الثالث هو النصف إنسان، وهو الذى يعلم العلم ويجهل الأدب أو يعلم الأدب ويجهل العلم والنوع الأخير هو اللا إنسان وهو الإنسان الذى نصفه بالجهل لأنه يجهل العلم والأدب على السواء.
لم تكن الفقرة السابقة مجرد كلمات قالها عباس العقاد منذ عدة سنوات ولكنها أحداث تعبر عن واقع نحياه الآن بعد أن فضل الكثيرين البعد عن القراءة واتجهوا لقضاء أوقات فراغهم بين الدردشة على الإنترنت والفيس بوك ومشاهدة مباريات الكرة والذهاب إلى السينما لمشاهدة أحدث الأفلام.. حول هذه الظاهرة أجرى اليوم السابع استطلاعاً لآراء الشباب والخبراء.
الدكتور ماجد عبد النصير أستاذ المخ والأعصاب، يقول إنه كلما تعرض العقل لمزيد من الثقافة الفكرية كلما أصبح العقل أكثر مرونة، وزاد ذلك من اتساع مداركه فالقراءة تعد بمثابة المخزون الاستراتيجى الذى يحافظ على عقل الإنسان.
بينما أكد الإعلامى علاء بسيونى، أن السبب الرئيسى فى انصراف الشباب عن القراءة هو غياب القدوة التى تقرأ أمام الطفل الصغير فيتعلم منها كيف يقرأ وكيف يحذو حذوها، موضحا أن الإعلام أصبح يلقى الضوء على كل ما ليس ذا قيمة ويتحاشى النظر إلى كل ما له قيمة، فالإعلام منشغل بالفنانين والفنانات ولاعبى الكرة ويهمل المثقفين والمفكرين، لهذا لا يجد الشباب فى المادة الإعلامية التى يقدمها لهم الإعلام ما يجذبهم نحو القراءة والاطلاع والرغبة فى تثقيف النفس.
ويقول أحمد متولى 29 عام أن الشباب ينصرف الآن عن القراءة لعدم وجود وقت كافٍ، فبعض الشباب يعمل بوظيفتين وقد يستمر العمل لمدة تقترب من 16 ساعة يومياً، فالوقت المتبقى يكون للنوم فقط.
أما منى الشامى 23 عاماً، فتقول إنها تفضل تصفح المواقع الإخبارية على النت، فهى تكون أفضل من قراءة الكتب فهى تجد أن هذا النوع من القراءة يكون أكثر تسلية.
أما محمد مصطفى 52 عاماً، فيقول إن هذا الجيل انشغل تماماً بالفيس بوك والإنترنت عن القراءة والاطلاع ويقول إنه كان يتبارى مع أصدقائه، وهو شاب صغير بمن يقرأ أكثر ومن لديه معلومات تفوق الآخر.
الكثير من الشباب هجروا القراءة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة