هنا القاهرة... فتش عن المحليات!

نكتب، نتشاءم أحياناً، قد يصل بنا الأمر إلى حد اليأس ولكن مصر تبقى كما هى أم الدنيا.. خصوصا بالنسبة لمغترب مثلى عاش حينا من الدهر خارج حدود الوطن الجغرافية وعاش الوطن ولا يزال يعيش فى قلبه وعقله ووجدانه.

ومهما بعدت المسافات وطالت الغربة تبقى مصر فى الخاطر والوجدان لا يمكن استبدالها ولا يمكن الاستعاضة عنها بأى مكان حتى ولو كان هذا المكان دولة مثل أمريكا.

ما هذا الشغف والحنين الذى يربطنا ببلدنا، لا تلتقى مغتربا إلا والرغبة فى العودة على قمة اهتماماته.. ولكنه حين يعود فى إجازة صيفية أو شتوية طالت أم قصرت تجده ندمان أسفا.. لماذا ؟ يقول لك مصر تستحق أحسن من كده؟

ومشكلتى أنا شخصيا أننى وعلى الرغم من غربتى التى اقطعها ثلاث أربع مرات بالعودة سنويا أننى أقترب من الناس من الشارع من البسطاء.

خد على سبيل المثال الوضع المتردى فى المحليات والصناديق التى فتحت للقائمين على المحافظات كما فتحت الخزائن لعلى بابا فى قصته المشهورة.

لماذا لا ينجز هؤلاء ماداموا قد حصلوا على ما يريدون... وأكثر بعضهم كما علمت يحصل شهريا على عشرات الألوف من الجنيهات من تلك الصناديق.

ولو سلمنا جدلا بأن هذه الفلوس تدخل الى خزينة المحافظات فلماذا بقيت الشوارع على ( وساختها ) ومطباتها وبقيت المدارس والمستشفيات و المستوصفات على حالة السوء والتدهور.. الناس مستعدة للتضحية من أجل خدمة أفضل لكن للأسف فالفلوس تذهب لجيوب الفاسدين.

الزبالة المتراكمة فى الشوارع الرئيسية فى معظم المناطق الشعبية هل عجزت عقول الإدارة المصرية التى نجحت فى استثمار التراب وتحويله إلى خزائن سليمان فى الصحراء أن تستفيد من المخلفات؟

لا أعتقد أن الأمر صعب أو عسير واعتقد أنه يسير ولكن غياب الإرادة السياسية وانشغال كبار القادة المحليين بهمومهم الشخصية هو السبب.

لا أحد يفكر مع أن الحلول موجودة فالزحام الشديد والتلوث الناجم عن آلاف السيارات القديمة لا يحتاج سوى قانون واضح لا يستثنى أحد بأن مدة ترخيص السيارات لا تزيد عن عدد محدد من السنوات بدلا من أن يترك لشرطى تراخيص السيارات سلطة الترخيص أو عدم الترخيص حتى لو كانت السيارة جديدة.

آخر السطر
ماذا لو قررت الدولة إجراء مسابقة لتعيين المحافظين على غرار الوظائف الكبرى على أن يتم وضع مواصفات وشروط من بينها أن تكون مدة الولاية ثلاث سنوات تجدد لمرة واحدة على ألا يتجاوز سن المتقدمين الخامسة والثلاثين عاماً وألا يكونوا من المنتمين للحزب الوطنى الحاكم.