نادر نورالدين: ماذا سيفعل العالم عقب عصر البترول؟

"الغذاء والطاقة هما الشغل الشاغل للعالم هذه الأيام حتى إن آخر المؤتمرات الدولية فى شهر نوفمبر من العام الماضى كان بعنوان، كيف تطعم العالم بعد عام 2050" بهذه الكلمات بدأ الدكتور نادر نور الدين أستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة حديثه فى الندوة التى عقدتها ساقية الصاوى أمس الأول بعنوان "الوقود الحيوى والتغيرات التى ستطرأ على مصادر الطاقة بعد انتهاء عصر البترول"، وأدارها الدكتور سامر المفتى خبير البيئة العالمى والأمين العام السابق لمركز بحوث الصحراء.

وعرف نور الدين الطاقة الحيوية بأنها المستمدة من المادة العضوية للكائنات الحية سواء نباتية أو حيوانية أو ميكروبية والموجودة فوق سطح الأرض، مضيفا أن للوقود الحيوى أجيالا يتكون الجيل الأول منها من خلال تحويل المواد السكرية والنشوية والزيتية للمحصول الزراعى إلى وقود سائل باستخدام تكنولوجيا صناعية.

أما عن الجيل الثانى فهو الوقود المستهلك من السيليلوز والهيميسيليلوز واللجنين للمخلفات النباتية وليس الثمار ولكن من الأشجار والأعشاب والحشائش، بينما الجيل الثالث يتكون من إنتاج الوقود السائل من الطحالب ومختلف أنواع الميكروبات فيما يشمل الوقود السائل المنتج حيويا الإيثانول والديزل والإيثر ثنائى الميثان والزيت الخام للخضروات والديزل المخلق.

وأكد نور الدين أن الأسباب التى أدت إلى إنتاج الوقود الحيوى هى الارتفاعات المتتالية لأسعار البترول وقرب نضوبه، وأمن الطاقة والوقود والبحث عن مصدر متجدد لا يفنى، وتحسين الميزان التجارى للدول المنتجة، والتغيرات المناخ والانبعاث الغازية، التنمية الحضارية وزيادة الدخول، وتقليل تلوث الهواء.
وأضاف أن الدول التى قامت باستغلال الطاقة الشمسية استطاعت أن تغير من خريطتها العالمية فى غضون سنوات قليلة، كالبرازيل التى تحولت من دولة مديونة فى خلال سنوات إلى دولة منتجة، حيث عاد الوقود الحيوى بأنها خفضت من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.

بما يزيد على 120 مليون طن نتيجة استخدام الوقود الحيوى، كما أن صناعة البيوديزل أتاحت العديد من الوظائف الشاغرة بالبرازيل والتى بلغت أكثر من11 مليون وظيفة شاغرة .

ويتساءل نور الدين عما سيفعله العالم بعد انتهاء البترول والفحم والغاز الطبيعى من أين سيأتى بطاقة تساعده على أن يكمل حياته على وجه الأرض، والإجابة على هذا السؤال لن تخرج عن الوقود الحيوى المتمثل فى الطاقة الشمسية.