"جحش، وعبيط، طفس، الدهل، بغل، هوهو، وضبة، أبو جاموس"، ربما تبدو للكثير هذه الكلمات ألفاظ قبيحة، لكنها بالفعل أسماء حقيقية بل وأسماء عائلات كبيرة استغل أصحابها غرابة هذه الأسماء للترويج لأنشتطتهم التجارية، وبالفعل أصبحت هذه الأسماء تتكرر فى الشارع المصرى أكثر من أسماء أخرى راقية ولامعة.
فإذا تجولت بعدد من المناطق وبالتحديد منطقتى باب النصر والسيدة زينب والحسين، أول ما سيلفت نظرك على طول الطريق لافتات المحلات، التى تجذبك إليها من شدة غرابة الاسم نفسه الذى يخرج عن سياق الذوق العام.
وفى منطقة السيدة زينب، وعلى بعد أمتار قليلة من مسجدها الشهير، تشاهد أول هذه المطاعم وبرغم أنه لا يمثل أى شكل من أشكال المطاعم السياحية إلا أنك تجد الكثير من السائحين واقفين أمامه، ويعتبرونه مزارا أثريا فى قلب القاهرة.
يضع المحل لافتة عجيبة الشكل عبارة عن رسوم الجحوش، وأغلب السائحين يقومون بتدخين الشيشة، وبعضهم يقرأ الصحف، أما اللافتة الرئيسية فتحمل صورة "جحشين" يقبلان بعضهما وبينهما قصة حب يجسدها قلب أحمر مكتوب عليه حبيبى " MY LOVE ".
ومحل آخر للفول والفلافل تحت اسم آخر من فصيلة الحيوانات، دخل طريق التنافس التجارى بقوة، فله فرعان، فرع فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية والفرع الآخر بشارع الملك فيصل.
وبمنطقة باب النصر بحى الحسين، تجد أشهر محل لبيع سندوتشات الكبدة والسجق باسم مستمد من الشىء الفاسد رغم أنه محل للأكل.
ومن باب النصر لشارع الصحافة، تجد أشهر محلات الكباب بشارع 26 يوليو، وله اسم آخر مستمد من نباح الكلاب لا تتعدى مساحته بضعة أمتار ويتوافد عليه العشرات من قاطنى المنطقة.
حيث يقدم المحل لحوما مشوية "كفتة وكباب وطرب وكبد وكلاوى" بسعر يقل كثيرا عن المطاعم المنافسة، حيث يمكنك تناول وجبة كبيرة تكتشف أن تكلفتها تقترب من وجبة فول وطعمية ولا تسأل كيف ذلك!
فبجنيهات معدودة تحصل على رغيف منتفخ بأصابع الكفتة اللذيذة ـ بغض النظر عن نوع اللحم المستخدم فى تصنيعها ـ هذا طبعا بخلاف "الوصاية" وهى تتعلق بالكميات الزائدة عن الوزن، فيكاد يقترب الربع كيلو عنده من النصف كيلو.
ومن شارع الصحافة إلى باب اللوق تجد محلا اسمه متخصص فى العكاوى والممبار وفتة الكوارع، وأغلب رواده من المعلمين سواء التجار أو حتى رجال الأعمال الذين يجذبهم الحنين للأكلات الشعبية إلى جانب السائحين وخصوصا من دول الخليج.
ولنترك منطقة وسط البلد إلى شارع الملك فيصل حيث الأسماء الغريبة أيضا، أولها مطعم اسمه يوحى بالالتهام لبيع فواكه اللحوم ـ كما يحلو للبعض تسميتها ـ مثل الكرشة والفشة والممبار.
وإذا وصلنا لأشهر محلات الحدايد والبويات بشارع فيصل، فاسمه مستمد أيضا من الحيوانات وهو امتداد لاسم العائلة العريقة بمحافظة الشرقية.
وقال صاحب أحد هذه المحلات، إنه يفتخر جدا باسمه، وإنه أحد عوامل جذب الزبون، لأن الاسم يبدو غريبا ومضحكا فى الوقت نفسه، ومع كثرة تكراره بين الزبائن تزداد شهرة المحل فى كل مكان.
بينما قال آخر نحن نستمد هذه الأسماء من عائلتنا، وهى أسماء حقيقية مكتوبة فى بطاقاتنا الشخصية، لكن مع حديث الناس واستغرابهم من الأسماء تزداد شهرة محلاتنا.
محلات بشوارع القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة