د.حمزة زوبع

ثورة الشك!

الثلاثاء، 27 يوليو 2010 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كغيرها من الثورات الكبرى والمؤثرة تركتنا ثورة يوليو 1952 نلهث خلفها، نحلل مواطن قوتها، ونقاط ضعفها، نؤرخ لوقائعها، كلٌ من موقعه ومن زاوية رؤيته..
وتركتنا الثورة التى من المفترض أنها قضت على الباشوية وقد تحول مجتمعنا إلى باشاوات من نوع آخر من باشاوات الثورة إلى باشوات الثروة.. من ملازم أول الشرطة إلى عضو مجلس الشعب ممن لا يجيدون كتابة أسمائهم أو من العمال الجائلين الذين تحولوا بفعل آثار الثورة الممتدة المفعول إلى باشاوات ينبغى علينا أن نقف لهم احتراما وإلا!
ثورة الشك لا تزال فى النفوس وأسئلة بلا أجوبة كثيرة حول عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، عن الديمقراطية والشمولية، محمد نجيب والإخوان، الشيوعيين الذين اعتقلهم عبد الناصر والعلاقة الخاصة جدا مع الاتحاد السوفيتى رأس الشيوعية الدولية.
عن أملاك الدولة التى وزعت على فقراء المزارعين فى حين وزعت قصور الأغنياء على صغار وكبار الضباط الأحرار.. عن الأوقاف الإسلامية التى سنت لها قوانين من المفترض أن تحميها وتنميها فإذا بها تقضى عليها وتحيلها إلى مرتع بيد وزير الأوقاف ومن يقف على يمينه من أجهزة الأمن والسلطة.
ثورة الشك عن الدخول فى حرب اليمن ودعم الثوار خارج مصر وهل كان الأولى أن تقوم مصر بنفسها وتنهض باقتصادها أولا أم تساعد الثوار ولصالح من!
لماذا تعاون الإخوان وساندوا عبد الناصر ولماذا انقلب عليهم فجأة بعد أن أقسم على المصحف بالسمع والطاعة للمرشد العام للإخوان المسلمين؟ ومن دبر حادث المنشية ولصالح من كانت حملة الاعتقالات وسلخانات التعذيب !
لماذا خضنا الحرب ونحن لم نكن جاهزين ولا مستعدين لها! هل تورط عبد الناصر بفعل رجال الثورة المناوئين له؟ أم أنه كان دخل الحرب وهو غير ملم بحقيقة الموقف على الأرض..
الثورة التى فتحت أبواب التعليم المجانى هى التى جعلت من التعليم وسيلة لبناء جيل غبى لا يعرف عن بلده سوى الثورة ورجالاتها وإنجازاتها أما مصر بتاريخها القديم والعتيد فلا داعى له.. أنتج التعليم الثورى ببغاوات لا تجيد سوى ترديد الشعارات والمشى فى المسيرات!!! أجساد بلا عقول..
والثورة التى منحت الفلاحين الأراضى سلطت عليهم الإدارة المحلية الفاسدة لتقاسمهم فى المحصول وتبيع لهم السماد والبذور وفقا لولاء المزارعين وليس وفقا لحاجتهم.
باختصار الثورة جاءت لتخلصنا من الاستعباد للملكية – هكذا قالوا لنا – لتستعبدنا هى ومن جاء من بعدها بحجة أنهم الثوار المخلصون..
تماما كما يمن علينا البعض اليوم بأنهم أصحاب انتصار أكتوبر وعليه فإننا كشعب مطالب بالسكوت أو الهتاف المؤيد كل يوم وحتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
الثورة التى قادها عبد الناصر جعلت اسمه أكبر من اسم مصر والحرب التى خاضها السادات جعلته بطل الحرب والسلام والضربة الجوية التى قام بها الرئيس مبارك جعلتنا أسرى لذلك الإنجاز..
أبحث عن إنجاز تبقى من إنجازات الثورة فلا أجد سوى أن كل ما تبقى منها هو بعض الرجال وبعض الذكريات عن ديكتاتورية عبد الناصر وإمبراطورية صلاح نصر وعالم وحكايات الأستاذ هيكل!!
فى بولندة قام عامل بناء السفن المعروف "ليخ فاونسا" بثورة على الشيوعيين وحين جاء استحقاق الانتخابات كما وعد لم ينتخبه الشعب وعلل أحد المثقفين فى حديث تلفزيونى مازلت أذكره قائلا (ليخ فاونسا شخصية وطنية لها كل الاحترام والتقدير ولكنه لا يصلح لمرحلة ما بعد الثورة، هذه المرحلة الجديدة تحتاج إلى عقول جديدة وأفكار جديدة.. ومع احترامى لفاونسا فهو ليس ابن هذه المرحلة) ابتعد فاونسا وتقدمت بولندة وها هى اليوم تنافس الدول الأوروبية العريقة اقتصاديا وسياسيا!!
لماذا لم يبتعد الثوار ويتركوا البلاد لمن يصلح لقيادتها.. هذا هو سؤال الشك الكبير!
لا إجابة .. أو بمعنى آخر الإجابة فى بطن الشاعر أو الثائر..
آخر السطر
ليس بالضرورة أن تكون الثورة عبر سيارات مصفحة أو دبابات تحاصر مبنى الزعيم وتجبره على الخروج.. بل الثورة الحقيقية هى أن تشعر بأنها باتت جزءا من الماضى....!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة