أمسكت مفكرتى الصغيرة التى كنت أدون بها كل شىء يخطر ببالى وأنا طفلة، من رسومات وأشعار وكلمات، فلم أصدق أننى تلك الطفلة، لقد أحسست أننى قد تغيرت وقد انكسر بداخلى شىء ثمين، فلم أعد أكتب ولا أرسم أو أحاول الابتكار، فجلست أفكر فى هذه المشكلة فوجدت أنها مشكلة جيل كامل كانوا أطفالا مبدعين وصاروا شيئا لا معنى له، يعيشون حياتهم بالروتين اليومى.
أصبحت كل آمالهم فى رحلة أو مشاهدة فيلم فى السينما أو سماع خبر عن مطرب، لماذا تغيرنا؟، ماذا حدث؟، هل جاء أحد وأخذ عقلنا ووضع مكانه آلة مبرمجة، مشكلتنا أننا دائما نلقى اللوم على غيرنا فنقول إنها الثقافة الغربية التى سيطرت علينا، ولكن هؤلاء لا يصدرون لنا إلا مانسمح نحن باستقباله فنأخذ الردىء ونترك الجيد، ولكن ما الذى يلجئنا إلى هذا؟، هل هو عدم وجود من يوجهنا أو يسمعنا؟، أم أنه نظام التعليم القائم على التلقين وإلغاء العقل (تحفظ أكتر تجيب أكتر)، غير مسموح لك إبداء الرأى والمناقشة فأنت مجرد طالب أو تلميذ، لا يحق لك إبداء رأيك، وإن أبديت فكرة رائعة فإنها تدمر فى الحال لأن محدش فاضيلك، من الآخر أو بمعنى أصح محدش قادر يتعب نفسه معاك.
فيجد الطالب أمامه طريق واحد وهو التنازل عن أحلامه والرضا بالواقع، على أمل أنه ينجح فى دراسته ويتخرج حتى يحجز سريعا مكانا مميزا فى المقهى الذى أمام بيته، أو فى مستشفى للعلاج النفسى أو فى صفحة من صفحات الحوادث.
رجاء من جيل كامل ارحمونا وانقذوا ما تبقى بداخلنا من شعلة الأمل ولا تطفئوها حتى يرجع عهد المبدعين والمفكرين فى مصر.
رضوى محمد تكتب: هل تحطم جيل من المبدعين على صخرة اليأس؟
الإثنين، 26 يوليو 2010 04:25 م