تزايد الاتهامات ضد "جوجل" بانتهاك الخصوصية فى أمريكا

السبت، 24 يوليو 2010 02:21 م
تزايد الاتهامات ضد "جوجل" بانتهاك الخصوصية فى أمريكا  تزايد الاتهامات ضد "جوجل" بانتهاك الخصوصية فى أمريكا
واشنطن (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انضمت 37 ولاية أمريكية جديدة إلى التحقيق الذى بدأه ريتشارد بلومنتال المدعى العام فى ولاية كونيكتيكت الأمريكية بخصوص الاحتجاجات ضد خدمة ستريت فيو التى تقدمها شركة جوجل الأمريكية لمحركات البحث بشبكة الإنترنت وهى الخدمة التى تعرض خريطة للشوارع الأمريكية وتصور فيها المنازل والأشخاص..

ويعتبر البعض أن هذا النوع من البرامج يمكن أن يستبيح خصوصية الفرد ويهدد أمنه، وأرسل تحالف من 38 ولاية خطابا يطالب "جوجل" بتوفير معلومات حول برنامج "ستريت فيو"، الذى اعترفت الشركة بالفعل بأنها قامت من خلاله بجمع بيانات من شبكات البث اللاسلكى فائق الدقة والسرعة "واى فاى" المفتوحة دون الحصول على إذن مسبق، وربما يتضمن ذلك الحصول على كلمات المرور والبريد الإلكترونى وتاريخ عمليات التصفح ومعلومات سرية أخرى.

وطالب الخطاب بتوفير معلومات حول اختبار جوجل للبرنامج ونوعية البيانات التى تم تصميم البرنامج لجمعها، وإذا كانت "جوجل" باعت أو استخدمت بيانات غير مصرح بها من تلك التى جمعتها.

وأكد بلومنتال أن رد فعل "جوجل" لا يزال يثير مزيدا من التساؤلات، مضيفا "أننا نطالب "جوجل" بتحديد أشخاص بعينهم مسئولين عن اختراق الشبكات سنتخذ جميع الخطوات المناسبة، وبينها اللجوء للقضاء إذا اقتضى الأمر، للحصول على إجابات كاملة وشاملة".

ولحسم هذه الاحتجاجات، أكدت "جوجل" خلال الأسابيع القليلة الماضية أنها ستسلم بيانات جمعتها من شبكات لاسلكية إلى السلطات الفرنسية والألمانية والأسبانية، وخاصة أنها تواجه دعاوى قضائية متزايدة بشأن أسلوب جمعها للبيانات.

وكشفت "جوجل" عن أنها جمعت بيانات خاصة وهى تلتقط صورا لخدمتها، كما أنها بينت فى أبريل الماضى أن السيارات التى تستخدمها والمجهزة بكاميرات كانت تجمع أيضا بيانات لاسلكية، مؤكدة أنها لم تجمع أية معلومات شخصية من شبكات "الواى فاى" ولكن وبعد طلب ألمانى بإجراء مراجعة بهذا الشأن أقرت "جوجل" فى مايو الماضى أنها جمعت بعض البيانات دون قصد.

وأكدت برايفسى إنترناشونال "بى آى" المنظمة البريطانية المعنية بحماية الخصوصية أنه من المحتمل جدا أن تتابع شركة "جوجل" قضائيا بسبب جمع بيانات من شبكات لاسلكية غير مؤمنة.

وقد خضع محرك البحث العملاق للتمحيص بسبب جمع بيانات فى سياق مشروعه "ستريت فيو"، وفتحت "جوجل" تحقيقا مستقلا لمعرفة ملابسات الشفرة المتسببة فى هذه المخالفة والتى تضمنها برنامج "ستريت فيو" عن طريق الخطأ ، لكن "بى آى" متأكدة من أن نتائج هذا التحقيق خلصت إلى وجود نيات إجرامية وراء المخالفة.

وجاء فى بيان "بى آى" أن ما حدث "شبيه بعملية تنصت هاتفى دون إذن أو موافقة، وأضاف البيان "أن ذلك يعد انتهاكا لقوانين التنصت قد يتسبب فى مشاكل لجوجل خاصة فى البلدان الثلاثين حيث استخدم البرنامج"، طبقا لما ورد بموقع الـ"بى بى سى".

ومن جانبه، قال رئيس بى آى سايمون ديفيس "بات من المؤكد تقريبا أن الألمانيين سيرفعون دعوى قضائية. لأن ثمة نية مسبقة، ليس لديهم أى خيار آخر سوى التقاضى"، أما فى بريطانيا فقد صرح مكتب مفوض المعلومات بأنه يراجع التحقيق الداخلى لـ"جوجل" لكنه لا ينوى المتابعة فى الوقت الراهن، كما أبدت "بى آى" استعدادا لرفع القضية إلى الشرطة .. وقال ديفيس "لا أرى أى بديل سوى التوجه إلى سكوتلاند يارد".

وفى أستراليا، طلب من الشرطة أن تحقق فى القضية، كما أكد ناطق باسم "جوجل" أن "الشفرة خطأ غير متعمد .. ونحن نواصل تعاوننا مع السلطات المعنية للرد على أسئلتها لا يعدو الأمر أن يكون فشلا فى التواصل بين فرق العمل".

وبدأت كندا مؤخرا تحقيقا فى أنشطة "جوجل" وسط مخاوف إزاء انتهاك الخصوصية فيما يتعلق بخدمة "جوجل ستريت فيو" والتى تستخدم فيها أساطيل من السيارات المجهزة بكاميرات لالتقاط صور شاملة لخدمة الأطلس الإلكترونى.

ورفعت دعاوى قضائية ضد "جوجل" فى واشنطن وكاليفورنيا وماساتشوستس وأوريجون أقامها أفراد اتهموا الشركة بانتهاك خصوصيتهم بجمع بيانات من شبكات "واى فاى" مفتوحة.

ورغم الحرص الدائم على التطوير من قبل جوجل لهذه الخدمة، إلا أن المشاكل تلاحقها منذ بداية إطلاقها، فقد رضخت جوجل للضغوط الأمريكية وأجرت بعض التعديلات على خدمتها "ستريت فيو"، حيث قامت بمحو معالم شوارع مثل مانهاتن، ونيويورك وذلك بشكل مبدئى، على أن يتم توسيع هذا الحظر تدريجيا ليشمل باقى المناطق الشهيرة.

وتتمثل التعديلات التى أجرتها جوجل على الخدمة فى طمس بعض المعالم من وجوه الأشخاص والأبنية، ولوحات السيارات، كما يحدث تماما على شاشة القنوات الإخبارية، حينما يريد القائمون على المحطة إخفاء هوية شخص معين، لكى لا يتمكن المشاهد من التعرف على الشخص المتحدث نظرا لموقفه الحساس.

وقد طبقت هذه المبادرة بشكل مبدئى فى أمريكا لأن أنظمة الخصوصية أكثر صرامة، حيث تعرض هذه الخدمة صورة تفصيلية للشوارع ولوحات السيارات والعلامات التجارية، على أن يعاد النظر فى تطبيقها فى مدن أوروبية مثل باريس وروما وميلانو.

وقد أثير جدل واسع واستياء أكثر شراسة من المدافعين عن الحياة الخاصة فى أمريكا ، حيث أدت هذه الخدمة التى تعرض صورا مقربة لشوارع سان فرانسيسكو ونيويورك ولاس فيجاس وميامى ودنفر إلى وجود منافسة محتدمة بين مختلف المواقع الإلكترونية لرصد لقطات مثارة فى أوضاع محرجة.

وتطرح بعض اللقطات مشكلات أكثر دقة، مثل صورة لعيادة فى ميامى تجرى عمليات إجهاض وقد طلبت مديرتها ايلاين دايمند من جوجل "تبديلها" بصورة أخرى، مشيرة إلى ظهور متظاهرين ضد الإجهاض أمام مدخل العيادة فى الصورة الحالية.

واحتجت ريبيكا جيشكى المتحدثة باسم "مؤسسة الحدود الإلكترونية" المدافعة عن الحياة الخاصة على الإنترنت، موضحة أن "الأمر بمثابة تدخل فى الحياة الخاصة للعديد من الأشخاص الذين التقطت صورهم فى مشاهد جوجل".

جدير بالذكر أن خدمة "ستريت فيو" تستخدم كاميرات ثبتت على أسطح سيارات فى العديد من المدن الأمريكية لالتقاط صور للشوارع والأبنية.

ويمكن مشاهدة هذه الصور بالذهاب إلى موقع "خرائط جوجل" ثم النقر على "ستريت فيو" ثم كتابة العنوان لمشاهدة صور للموقع المطلوب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة