الدعوة وتوصيل الدين تكليف لم يقتصر على الرسل والأنبياء، بل هو واجب على كل عبد من عباد الله، وهو نفس الشعار الذى رفعه الشاب شريف محمد على شحاتة أو "أحد الدعاة الجدد"، فعلى الرغم من حصوله على بكالوريوس علوم قسم فيزياء إلا أن اليوم السابع التقى به وكان معه هذا الحوار.
لماذا اخترت طريق الدعوة؟
من فضل الله أنى نشأت بأسرة متدينة، فوالدى غرس بداخلى حب القرآن والصلاة، وكان لدينا بالمنزل مكتبة دينية كبيرة، وكنت أهوى الحديث مع أصدقائى حول سبل طاعة الله، وفى الثانوية كنت ألقى كلمة قصيرة بعد الصلاة، وخلال دراستى بالجامعة أصدرت بعض المؤلفات الصغيرة التى لا يتعدى الكتيب 20 صفحة عن الاستفادة من شهر رمضان، وفى نهاية مرحلة الجامعة قمت بجمع تلك المؤلفات فى كتاب كبير، وعلمت أنه قد تم بيع 25 ألف نسخة، وبعد ممارستى أكثر من مهنة لها علاقة بمجالى لم استطع إيجاد الوقت لدراسة أصول الفقه والشريعة، فكنت دائما أقرر الاستقالة، والتحقت بمعهد الدراسات الإسلامية ودرست فقه وشريعة والآن أقوم بعمل دراسات عليا فى الشريعة.
هل ترى أننا نحتاج لتغيير شكل الخطاب الدينى؟
كل عصر يحتاج لتغيير شكل خطابه الدينى، نظرا لظروف ومعطيات كل مرحلة، سواء من شكل اللغة الدارجة أو المظهر حتى فى الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وفى النهاية هدفى الشباب طالما أننا لا نغير من أصول الدين، ففى ظل الغزو الإعلامى الغربى الشرس يجب تقديم معلومات فى قالب بسيط للناس.
يقال إنك تتبع نفس مدرسة الداعية الدكتور عمرو خالد من أسلوب ومظهر.. هل يضايقك هذا التشبيه؟
كل الدعاة والمشايخ على الساحة يعملون لهدف واحد متكامل يهدف لتوصيل الدعوة، والداعية الدكتور عمرو خالد يتميز بأسلوب بسيط وسلس واستطاع أن يحقق قاعدة جماهيرية كبيرة جدا بالوطن العربى وشرف لى أن أشبهه، فنحن لسنا نجوم شباك حتى يكون بنا روحا تنافسية.
إذن لماذا تستخدم اللهجة العامية فى الدعوة؟
اللهجة العامية هى لغة الجميع، فهى لغة سهلة وبسيطة تصل لكل الناس حتى الدول العربية أصحاب اللكنات الصعبة يفهمون لغتنا العامية بسهولة، والشيخ الشعراوى، رحمة الله عليه، كان يستخدم العامية أحيانا، فهذا ليس معناه أن الدكتور عمر خالد مقلد لأسلوب الشعراوى، فنحن نتحدث مع شباب ولو تحدثت معه بالفصحى فسأفقده، وقد يفقد اهتمامه بالدين اعتقادا منه بصعوبته.
كيف ترى شبابنا اليوم؟
الشباب اليوم ثلاث فئات، الأول شباب ملتزم دينيا وأخلاقيا، له هدف ويسعى لتحقيقه، أما النوع الثانى فهو شباب لهم أهداف عملية لكنهم متخبطون ويحاولون البحث عن فرصة للنجاة، أما النوع الثالث فهو غافل تماما يحتاج لوسيلة تكون سهلة وبسيطة للوصول إلى الله، والأنواع الثلاثة تحتاج للوصول إليهم بشكل يتسم بالسلاسة.
وما مدى تقبل الشباب لأسلوب الدعاة الجدد؟
بناء على ردود فعل الشباب فى الندوات، وما يصلنى من تعليقات المشاهدين، فأعتقد أننا حققنا صدى كبيرا لدى الشباب من خلال الأسلوب العامى أو التجديد الحادث فى شكل الخطاب الدينى.
هل أصدرت فتاوى دينية من قبل؟
مازلت أتعلم الفتوى والشريعة ولست مؤهلا للفتوى.
وماذا تفعل عندما يطلب الإجابة على مسألة؟
أعتذر بهدوء وأرشح له عالما دينيا أقدر منى على الإفتاء..
كيف يمكن للدين أن يكون سببا فى نهضة الأمة؟
ببساطه لا تنهض أى أمة إلا على حضارة، ولا تقوم الحضارة إلا على أساس دينى سليم، وبلغة التنمية البشرية يجب لكل فرد أن يتخذ له قدوة ولا يوجد أنجح ولا أعظم من رسول الله على وجه الأرض يمكن اتخاذه قدوة.
كيف كانت تجربة البرنامج المشترك الذى قدمته مع الداعية مصطفى حسنى؟
البرنامج لم يكن مشترك، فكل منا كانت له حلقته الخاصة، وفكرة البرنامج كانت تدور حول نداءات القرآن، فكل منا كان يأخذ نداء من نداءات القرآن ويفسرها ببساطة بهدف مساعدة الشباب للتمسك بالقرآن.
كيف أتت فكرة "شباب زيّنا"؟
بعد احتكاكى المباشر مع الشباب، لاحظت أن مشاكلهم ترتكز فى أنهم يفتقدون للقدوة، وهو ما حاولت تحقيقه لهم، ولا يوجد أعظم من اتخاذ الصحابة قدوة.
هل ترى أن مستقبل الدعوة للشباب؟
لا يمكن الجزم بذلك، فالدين عبارة عن مصنع كبير "منتج وفعال" له رؤساء ومديرو أفرع وعمّال لإخراج منتج ذا قيمة، ولا يمكن لمرءوس إصدار قرارات دون الرجوع لرؤسائه أصحاب الخبرة.
ولكن ماذا تقول فى محاولات شن هجوم بعض الدعاة القدامى على البعض الآخر على الملأ بدعوى تشويه البعض للمعلومات الدينية، وهو أمر تكرر حدوثه؟
بالتأكيد لا يمكن أن يقصد أى داعية إحداث خطأ متعمّد، خاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية، والأفضل إذا حدث خطأ أن تتم معاتبته واستيضاح الأمر منه، بعيدا عن الأضواء، فنحن لسنا مطربين أو ممثلين ولا لاعبى كرة لكى تحدث بنا فتنة.
ما تعليقك على غلق قناة الرحمة؟
ببساطة الدين الإسلامى دين مستهدف وهدف الغرب الأساسى محاربة أى تقدم فعلى يحققه الدين فى سلوك الشارع المصرى، فما حدث لا يستهدف قناة الرحمة بل هو خطوة فى طريق طويل يستهدف الدين بكل دعاته ومسلميه.
هل تفضل أن تلقب بالداعية أم أستاذ أم الشيخ شريف؟
جميعها ألقاب مشرفة لأى شخص، وأفضّل لقب الداعية فهو أكثر قربا لمهنتى، ولقب الشيخ لقب كبير لم أصل لمرتبته، وأنا لست بأستاذ فالأستاذية أيضا لقب له مسئوليته.
ماذا عن رمضان وما الجديد؟
هناك مشروع برنامجان أحدهما على قناة الناس والآخر على قناة المحور، وكل ما أستطيع قوله إننى أتعهد أمام الجميع بمفاجأة كبيرة بشهر رمضان.
محاولة لتصحيح شكل القناة الدينية...
الداعية شريف شحاتة: لست نجم شباك لأنافس أحدًا
السبت، 24 يوليو 2010 02:50 م
الداعية شريف شحاتة يفضل طريق الدعوة إلى الله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة