«سأواصل الكفاح، هذه قضية أكبر منى شخصيا، ولست مجرمة»، بهذه الكلمات علقت لين ستيوارت محامية د.عمر عبدالرحمن الأمريكية وهى تبتسم للصحفيين والادعاء على الحكم عليها بعشر سنوات سجنا، بتهمة توصيل رسائل من موكلها للجماعة الإسلامية فى مصر، وهى التهمة التى نفتها عن نفسها، ونفاها كذلك قيادات الجماعة الإسلامية بالقاهرة.
إلا أن الحكم على ستيوارت وهى المعروفة لدى الدوائر الأمريكية بتاريخها المهنى فى نقابة المحامين الأمريكية بمساعدة المظلومين والتعاطف مع قضايا المضطهدين، يمثل منعطفا جديدا فى قضية أمير الجماعة الكفيف المسجون بسجون أمريكا منذ 1995 بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمى 1993.
فالحكم كما تراه الجماعة الإسلامية علامة فارقة بين مرحلتين، فبعد الأمل والتحركات التى وصلت لمراحل متقدمة، وكانت تنتظر خطوة سياسية بشأن الإفراج عن الشيخ عمر، أصبحت الآن أكثر تعقيدا بل قد تكون كما قال د.ناجح إبراهيم المتحدث باسم الجماعة نهاية الطريق.
ترجع قصة لين ستيوارت مع الشيخ عمر لعام 1995 وأثناء جلسات المحاكمة، التى لم تستمر كثيرا، فى التآمر لمهاجمة مقر الأمم المتحدة وأماكن أخرى فى نيويورك، فى أعقاب تفجير شاحنة أمام مركز التجارة العالمى 1993، التى كان يمثل فيها رمزى كلارك وزير العدل الأمريكى الأسبق دفاع الشيخ عمر، وقص الشيخ علاقته وموقفه من التفجير وكيف أنه كفيف ولم يلتق ولم يساهم فى أى تحرك، فتعاطفت معه وارتبطت بهيئة الدفاع من باب حالة الشيخ الصحية وما شعرت به ستيوارت من تآمر أو محاولة الزج به وأخذه ككبش فداء، ولم تتلق أى أتعاب أو مقابل طوال تلك السنوات.
واستمرت على علاقة به، وبعد أحداث11 سبتمبر أخذت قضايا جميع الإسلاميين منحنى جديدا فى أمريكا وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن، بعد أشهر قليلة من أحداث سبتمبر زرعت المباحث الفيدرالية شخصيات فى السجون، وفى المراكز الإسلامية وجندت الكثير منهم لكشف تحركات أو الإيحاء بتحركات تؤخذ على أصحابها، ومنهم عبدالرحمن الذى كانت وقتها أصداء مبادرة وقف العنف فى مصر التى أعلنتها الجماعة الإسلامية والتى باركها عبدالرحمن عبر رسائل كثيرة، إلا أن هناك من تعاون مع المباحث الفيدرالية ونقل للشيخ معلومات مغلوطة ورسائل خاطئة كانت فى أغلبها بترتيب لإدانة عبدالرحمن نفسه أو من معه، وبهدف كشف خلايا أو علاقات لإسلاميين لهم علاقة بالقاعدة.
وذكرت محكمة نيويورك بعد ذلك أن المحامية قرأت بيانا أصدره عبدالرحمن يعلن فيه سحب تأييده لمبادرة الجماعة الإسلامية فى مصر، دون أن تكشف ذلك للأمن الأمريكى ولا إدارة السجن، بما اعتبرته المباحث الفيدرالية التى كانت تسجل جميع اللقاءات بالصوت والصورة فيه خطورة على الأمن الأمريكى.
وعلقت ستيوارت (70 عاما) أنها صدمت نوعا ما بالحكم، والتمست الرحمة من القاضى قائلة فى رسالة وجهتها إليه «إن توصيف الحكومة لى ولما جرى يفتقر إلى الدقة والصدق، ويستغل الأجواء الهستيرية الاستثنائية التى نتجت عن هجمات الحادى عشر من سبتمبر»، ونفت عن نفسها ارتكاب الخيانة الوطنية.
تلقت أسرة عبدالرحمن الحكم بصدمة كبيرة،وذلك للعلاقة المتميزة بين ستيورات ووالدهم الذى كان يعتبرها أكثر ما يخفف عنه فى السجن لما تقوم به من خدمات وما تكنه له من مشاعر تعاطف، وكانت تعتبرها الأسرة همزة الوصل مع الشيخ.
وقال عمار «نجل عبدالرحمن» إن والده يعانى من شدة المرض فى الفترة الأخيرة، و والده تلقى نبأ الحكم بحبس المحامية بحزن شديد، وقال عمار إنهم أطلقوا هذا الأسبوع موقعا إلكترونيا لقيادة حملة للتعريف بقضية والدهم المحبوس منذ 1995 والظلم وانتهاك الحقوق الذى يتعرض له، معبرا عن استغرابه من الحكم الذى يعيدهم إلى نقطة الصفر.
ونفى عمار وجود أى تعقيد أو تعطيل من جانب السلطات الأمنية لاستقبال والده أو التدخل، إلا أن المؤشرات الأمريكية من وقت لآخر لا تبشر بخير لذلك سيتقدمون خلال أيام للسفارة الأمريكية يجددون فيه رغبتهم فى فتح الملف من جديد والاستعداد لتقديم أى طلبات أو شروط مادامت لا تغضب الله حسب قوله- فى سبيل الإفراج عن والده، كذلك ذكر عمار أنهم سيلتقون بشيخ الأزهر د.أحمد الطيب لتجديد تدخل مؤسسة الأزهر باعتبار أن والده كان أستاذا فى جامعة الأزهر.
أمير الجماعة الإسلامية يتلقى الحكم بحزن شديد.. وأسرته تقدم طلباً للسفارة الأمريكية لإعادة الحوار.. وتطلق موقعاً جديداً لقيادة حملة لدعمه
الحكم على محامية عمر عبدالرحمن بالسجن يقطع كل الطرق للإفراج عنه
الجمعة، 23 يوليو 2010 02:41 ص