نجاح كبير حققه الفيلم الأمريكى الجديد "" Inception أو "البداية" بدور العرض العالمية، حيث حقق حتى الآن حوالى 100 مليون دولار، ويحقق إيرادات يومية بمتوسط 10 مليون دولار، وبلغت ميزانيته 200 مليون دولار.
مشاهدة الفيلم تتطلب تركيزا كبيرا من الجمهور لأنه ملئ بالتفاصيل وتدور أحداثه فى عالم تتحكم فيه التكنولوجيا وتتلاعب بعقول الناس بطريقة مبالغ فيها، حيث تدخل فى أذهانهم من خلال غزو للأحلام، وتشير أحداثه إلى أن مجرد فكرة واحدة مجنونة فى عقل أحد الأشخاص قد تصبح أقوى وأخطر الأسلحة فى التاريخ.
ويجسد دى كابريو فى الفيلم دور "دوم كوب" شخص غير طبيعى بالمرة ولديه موهبة خاصة جدًا هى القدرة على الدخول إلى أحلام الناس والتسرب إلى عقول الآخرين لكشف طموحاتهم ونواياهم، واستنباط معلومات ذات أهمية بالغة لبعض الجماعات، وأيضًا يقوم بالتفتيش فى ماضيهم عن حوادث وأسرار مخفية يمكن استغلالها لتحقيق أهداف خاصة، ويقوم كوب بكل هذا فى طور الأحلام، حين يكون العقل فى أضعف حالاته، والجسد مسترخيا للغاية، وبهذا يستطيع التجول فى العقل الباطن بحرية بالغة.
فى هذا الإطار يسعى كوب للإيقاع برجل أعمال مهم هو "سيليان مورفى" ويطمح إلى تفتيت شركة عملاقة من خلال التلاعب بعقله، عندها تبدأ الأحداث والمواجهات فى التشابك لتصنع قصة مثيرة للغاية من الممكن تلقيها على عدة مستويات ميتافيزيقية وفلسفية، تغوص فى عالم اللاوعى والأحلام، كل هذا مقدم عبر سيناريو متماسك ومحبوك بشكل ملىء بالمفاجآت كتبه بعناية كريستوفر نولان الذى أخرج الفيلم أيضا، وسبق له أن أخرج العديد من الأفلام المهمة والتى حققت نجاحا كبيرا ومنها سلسلة أفلام Batman فى شكلها الجديد، بالتصور الغامق والأكثر سوداوية عن كل ما قدم من قبل من أفلام عن هذه الشخصية، ولهذا حقق الفيلمان اللذان أخرجهما نولان من السلسلة حتى الآن نجاحا نقديا وجماهيريا فاق كل التوقعات، خاصةً الجزء الثانى The Dark Knight الذى فاقت إيراداته العالمية المليار دولار.
وفى فيلمه الجديد يحير نولان جمهوره ويلعب فى عقولهم لدرجة أن الكثير ممن رأوا الفيلم أكدوا أنه عمل معقد فى التفاصيل وبه غموض كبير ومنهم الناقد كيرك هانيكت الذى كتب فى صحيفة هوليوود يبورتر مقالا عن الفيلم بعنوان "معقد نعم.. غامض بالتأكيد.. لكنه رحلة ممتعة للغاية تغوص بك فى خبايا عالم العقل للإجابة عن السؤال الأبدى عن ماهية الحلم"، بينما قال الناقد بيت هاموند بمجلة بوكس أوفيس "مغامرة عقلية فائقة الإمتاع ومحيرة للغاية"، وقال الناقد جاستن شانج فى محلة فارايتى "إذا كانت الأفلام التى نشاهدها كالأحلام.. إذًا فكريستوفر نولان أحد أكثر الحالمين خيالاً فى هوليوود الآن"، فالفيلم يعبر عن فكرة فلسفية إلى حد كبير والبعض يراها غير معقولة وتدور حول قدرة بعض الأشخاص على اقتحام أحلام الآخرين ومعرفة الأسرار التى يختزنوها بداخلهم فى مناطق اللاوعى، حتى أنهم يحاولون أن يجعلوا ابن رجل أعمال مهم وصاحب إمبراطورية كبيرة يفتت ويبيع شركات والده بعد وفاته، عن طريق الدخول إلى أعماق عقله الباطن وذرع فكرة بيع شركاته والده فى عقله، كما يشير الفيلم أيضا إلى أن الإنسان أحيانا يخلق واقع بديل له يهرب إليه من واقعه لأن الأحلام أحيانا تكون أفضل من الواقع بكثير.
واستطاع نولان إدارة النجوم المشاركون فى الفيلم بحرفية تامة ومنهم ليوناردو دى كابريو وإلين بايج وكين واتناب وجوزيف جوردون ليفيت، ورغم تفوق النجوم فى أدوارهم إلا أن نولان يعد البطل الرئيسى فى العمل نظرا للتفاصيل الكثيرة المعقدة التى وضعها بترتيب لا يقدر عليه الكثيرون، ساعده على ذلك حبه الشديد للسينما والذى عرف عنه منذ طفولته حيث كان يقوم وهو فى عمر السابعة بتصوير أفلام قصيرة بكاميرا 8 مم مملوكة لوالده مستخدماً مجموعة من دمى المشاهير كممثلين، وقام بتنفيذ أول فيلم قصير من بطولة ممثلين سنة 1989 قبل أن يكمل عشرين عاماً.
وكانت شركة ump نظمت مؤخرا عرضا خاصا للفيلم بسينما جالاكسى بالمنيل، بحضور العديد من النقاد والإعلاميين والمخرج محمد خان والعديد من القنوات الفضائية، وذلك فى الوقت الذى يعرض فيه الفيلم بالعديد من دول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة