• نصوص الإنجيل تقول إن المسيح أطلع يهوذا على أسرار الكون منذ نشأته وحتى انتهائه.. وأنه الأفضل بين تلاميذه.
• يبرز هجوم المسيح على الكهنة والأتباع ويدعى أنهم سيسوقون شعب الكنيسة إلى الذبح كالقرابين.. ويقدم تفسيرا أسطوريا لنشأة العالم.
• يزعم الإنجيل أن تلاميذ المسيح كلهم على باطل بينما يهوذا وحده هو صاحب الطريق الصحيح، ويشير إلى أن تلاميذ المسيح أشركوا وكفروا بالإله الحقيقى، رب يسوع ويهوذا.
• كاتبه يدّعى أن يهوذا سلم المسيح للرومان بناء على طلبه، وتنفيذا للأمر الإلهى ليتخلص من نصفه البشرى ويبقى النصف الإلهى فيما يشبه المسرحية.
بعد جدل كبير ساد الأوساط الأثرية والمسيحية عاد "إنجيل يهوذا" إلى القاهرة "سرا" بعد أكثر من أربعين عاماً قضاها متنقلاً ما بين سويسرا وأمريكا وبعض العواصم الأوربية، وعلم اليوم السابع أن المخطوط الآن محفوظ بمخازن المتحف القبطى فى تكتم وسرية شديدين، على غير عادة المجلس الأعلى للآثار الذى يبادر دائما باستعادة آثارنا المنهوبة بالخارج والإعلان عن استعادتها، وسبب هذا التكتم هو الرغبة فى عدم إثارة الجدل من جديد وتصاعد موجات الاعتراض على العالم الأثرى الكبير زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار الذى هاجمه عدد كبير من الأقباط من قبل بسبب سعيه لاستعادة "إنجيل يهوذا" من الولايات المتحدة، وتوصله إلى اتفاق مع السلطات الأمريكية بعودة الوثيقة التاريخية القديمة والمهمة المعروفة باسم "إنجيل يهوذا" التلميذ الثانى عشر للمسيح عليه السلام، المعروف بأنه التلميذ الخائن الذى سلمه إلى الرومان.
اعتراضات الأقباط وصلت إلى حد إرسال عدد من القساوسة بنداءات لحواس تطالبه بعدم استعادة الإنجيل لأنه، على حد قولهم، مخطوط لن يفيد وضد العقائد والأديان، ولا يصب فى صالح مصر ولا المصريين، وإن عاد سينشر الفتنة فى مصر، وسيشكك فى كل الأديان، كل هذا رغم تأكيد "حواس" أكثر من مرة أنه لا ينظر إلى ما بالإنجيل من أمور دينية، ولكنه يعتبره وثيقة أثرية مصرية مهمة لابد أن تعود إلى وطنها حتى لو اختلفنا عليها عقائديا، وما يجعل هجوم الكنيسة على حواس غير مبرر ولا منطقى هو أنه لم يقل فى يوم من الأيام إنه يؤمن بما جاء به، وحتى لو ثبت علميا ودينيا أن بها مغالطات وخرافات، فلا يقلل هذا من أهميتها التاريخية والأثرية كوثيقة مهمة تكشف على الأقل أن هناك "كفرة" وملاحدة كانوا يزعمون أن هناك حقائق أخرى غير المعترف بها والموثوق فى صحتها، ولذا فإن ما يطالبون بعدم إعادة المخطوطة فكأنهم يطالبون بمصادرة الفكر بأثر رجعى، ويعينون أنفسهم أوصياء على الماضى، والحاضر والمستقبل، وهذا ما لم يعد مقبولا فى العصر الحديث، ولا ممكنا فى ظل ثورة الاتصالات وانتشار الإنترنت.
ولكن السؤال الآن هو لماذا ترفض الكنائس فى مصر والعالم هذا الإنجيل؟ والجواب لأنه يظهر فى ثلاثة عشر ورقة الحوارى الخائن "يهوذا" بصورة مغايرة لتلك الصورة المعرفة عنه، فيصفه بالتلميذ المفضل للمسيح، ويضع خيانته فى خانة استكمال "المهمة السماوية" التى تقود إلى موت المسيح على الصليب إنقاذاً للبشر فى حين أن الكنيسة تعتقد أن يهوذا الإسخريوطى شنق نفسه بفرع شجرة تين بعد وقت ضئيل من خيانته للمسيح، تكفيراً عن ذنبه وشعوره بالخيانة، وفى الوقت الذى كانت فيه المعارك تشتعل فى مصر حول فائدته أو عدمها، كان العلماء الأمريكان يعقدون الحلقات الدراسية ويعدّون الأبحاث المختلفة لترميم المخطوطة بتكلفة 2.5 مليون دولار وترجمتها عن اللغة القبطية القديمة مستعينين على هذا بعلماء اللغات والأديان والآثار، وطال الكلام فى مصر حول أهمية الإنجيل التاريخية أو الدينية برغم أننا كنا نتكلم عن شىء لم نره ولم نحققه، ولم نقرأه لنعرف ما به من مغالطات أو حقائق، وصرنا كأننا نتكلم عن شىء من الغيب فلا أحد رأى الإنجيل ولا أحد ترجمه أو حققه أو بحث فيما جاء به، حتى تطوع القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد، وأستاذ اللاهوت الدفاعى لترجمة هذا النص المهم عن المجلة العلمية العالمية الأمريكية "ناشيونال جيوجرافيك" وتفنيد ما جاء به تاريخيا ودينيا من وجهة نظره، غير عابئ بالمهاجمين ولا المؤيدين، وغير متخوف من الفتنة المحتملة التى سيبثها هذا الإنجيل على حد قول البعض، مجتهدا فى إظهار ما بهذا المخطوط من تناقض مع عقائد المسيحية من ناحية، وتأثره بالأساطير الوثنية من ناحية أخرى، وهنا ننشر النص الكامل لإنجيل يهوذا كما ترجمه القمص عبد المسيح بسيط وهو رجل دين مشهود له بالدفاع عن عقائد المسيحية ولا يستطيع أحد أن يقول إنه يبث الفتنة أو يثير القلائل.
وقبل الدخول إلى بعض النصوص الأصلية بإنجيل يهوذا، والتى ننشرها لأول مرة، وما بها من مغالطات عقائدية، فلابد أن نلقى الضوء على أهم ما به من اختلافات أو اتفاقات مع الأناجيل الأربعة، وكذلك أهميته التاريخية والفنية ورحلة اكتشافه وتهريبه من مصر ثم محاولات إعادته إليها، ومنهج القمص "بسيط" فى نقد هذا المخطوط، ومدى دقة هذا المنهج وملاءمته فى نقد وثيقة تاريخية وصفتها العلماء بأنها "ستقلب المسيحية رأسا على عقب".
يبدأ القمص عبد المسيح بسيط فى تفنيد ما جاء بالمخطوط ويقول: لا يمكن أن نطلق عليه تعبير إنجيل، لأن كلمة إنجيل تعنى الخبر المفرح أو البشارة السارة" ولهذا ينفى بسيط أن يكون يكون "إنجيل يهوذا" إنجيلا لأنه لا يحمل بشارة أو خبرا سارا، بل على العكس يحمل اختلافات كثيرة مع ما جاء بالأناجيل المعتمدة، ولهذا لا يمكن أن يكون إنجيلا.
وبالطبع هذه الحجة لا تقتنع غير المسيحيين لأنها تتعامل مع المسألة بطريقة تتطلب أولا الإيمان بالأناجيل الأربعة المعتمدة ومن ثم الكفر بما عداها، وهذا المنهج فى تناول الأمور البحثية يخرج بالأمر من الشروط العلمية، ويدخله إلى حيز الجدل الدينى، كما يتكرر هذا الأمر فى اعتراض "بسيط" على صورة المسيح فى "إنجيل يهوذا" فيقول إنه: مسيح آخر لا صلة له بالمسيح يسوع، وإله آخر غير الله الذى نؤمن به، وإنجيل آخر يتميز بالصوفية والسرية والغموض لا يفهمه إلا من يدعون المعرفة الإلهية.
ويحول المخطوط خيانة يهوذا للمسيح من خيانة تلميذ لمعلمه إلى سرالخيانة المقدس، الذى تم بناء على طلب المسيح نفسه من يهوذا ليخونه ويسلمه لليهود حتى يصلب ويقدم الفداء للبشرية بموت جسده على الصليب!!
وفى هذه الحجج أيضا خروج على شروط البحث العلمى إذ يضع "بسيط" من تصوره المبنى على إيمانه بالمسيحية "الأرثوذكسية" أساسا عقديا ليحكم به على ادعاءات الآخرين، والمتخصصون يعرفون أن طبيعة المسيح ظلت أمرا خلافيا منذ بداية المسيحية وحتى يومنا هذا، وكم من معارك فكرية وحربية قامت بناء على هذا الاختلاف، إلا أن بسيط يميل إلى الناحية العلمية حينما يذكر المتشابهات بين ما ادعاه كاتب المخطوط مع مبادئ المذهب الغنوصى، والغنوصية مدرسة عقائدية أو فلسفية نشأت حول القرن الأول الميلادى، وكانت تحاول الموائمة بين المعتقدات، ولا تتعارض مباشرة مع الديانات التوحيدية كالمسيحية واليهودية، لكن الكنيسة وقفت لها بالمرصاد، وقاومتها وقمعتها، ويعدد "بسيط" هذه المتشابهات فى تبرئة يهوذا من خيانة المسيح، لأن الغنوصية كانت تؤمن بالإرادة العليا بما يعنى أن كل شىء كان مرتبا من قبل الإله، ومن ثم فلا ذنب على يهوذا لأنه كان ينفذ المشيئة الإلهية، وكذلك يتشابه ما ورد بالمخطوط مع الغنوصية فى تصوّر نشأة الكون، إذ يأتى المخطوط بقصة مختلفة تماما مع ما جاء بالكتاب المقدس، ويشرك بعض الملائكة فى بناء الكون بناء على الأمر الإلهى كما يدّعى.
إلا أن بسيط يقول: "إن هذه الملائكة أشبه بالآلهة"، ومن هنا يكون المخطوط داعياً لتعدد الآلهة، غير أن الموجود بالنص لم يقل هذا، وإنما قال: "إنهم كائنات سماوية أو ملائكة من عند الله، وهذا بالطبع لا يتعارض مع ما يعتقد فيه المسيحيون أو المسلمون أو اليهود بوجود ملائكة تأمر البحر والجبال والرياح".
ويفند "بسيط" أهمية المخطوط من الناحية التاريخية كما يقلل من أهميته كوثيقة مهمة فى اكتشاف المذاهب الفكرية فى القرون الأولى من المسيحية فيقول: "إن النسخة التى عثر عليها وأسماها الباحثون والصحفيون بـ"إنجيل يهوذا" كتبت فى القرن الرابع وأنها مأخوذة عن النص الأول الذى كتب فيما بين 130 : 170 ميلادية، أى بعد موت يهوذا بأكثر من 120 سنة، وبعد انتقال"أى وفاة" آخر التلاميذ بحوالى 50 سنة، وأنه من المستحيل أن يكون كاتبه هو يهوذا الإسخريوطى، أو أى أحد له صلة به، فيهوذا كما يقول هذا الكتاب المخطوط نفسه مات مكللاً بالعار وملعوناً من التلاميذ الذين كانوا يعتقدون بخيانته للمسيح، وأن الإنجيل المنسوب له هو إنجيل سرّى ورواية سرّيّة خاصة به وحده، ومن المفترض أنه لم يكشف عنه لأحد، كما أن ما جاء به من أفكار وخرافات لم يكن لها أى وجود فى وسط التلاميذ الذين كانوا، جميعهم من خلفية يهودية لا تؤمن بهذه الأفكار الوثنية، أو فى وسط آباء الكنيسة، ولم تظهر إلا بعد ظهور الفرق الغنوصية التى كتبته.
فى الحقيقة هذه الحجج والبراهين الدينية والتاريخية، وإن كانت مهمة وفاعلة، إلا أنها لا تنفى أهمية المخطوط، من الناحيتين التاريخية والدينية على حدٍّ سواء، وما الخمسين عاما أو المائة إلا لحظة فى عمر التاريخ، كما أن بسيط تعمد أن يباعد بين تاريخ كتابة المخطوطة وتاريخ وفاة يهوذا أو صلب المسيح، ويقول إنها كتبت بعد موت يهوذا بـ"120" عاما، مع العلم أنّ الأناجيل الأربعة المعتمدة من الكنيسة كتبت فى فترة مقاربة، وعلى حدّ قول بسيط نفسه فإنه لم يوجد قبل هذا التاريخ إلا أجزاء بسيطة من إنجيل القديس مرقس ترجع لعام 50 ميلادية، وأجزاء من بعض الأناجيل تعود إلى الفترة ما بين 62 : 67 ميلادية، وأجزاء من إنجيل يوحنا كتبت فى الفترة ما بين 75 :95 ميلادية، وأقدم نسخة لأجزاء من إنجيل يوحنا ترجع لما بين عامى 115 : 125 ميلادية، أما الأناجيل الكاملة فلم تظهر إلا فى مخطوطات كومران وترجع لسنة 250 ميلادية، أى بعد كتابة إنجيل يهوذا بأكثر من 120 عاما!!
وإذا أتينا للعهد القديم أو نصوص التوراة، فإن تاريخ أقدم نسخها يرجع إلى ما بعد وفاة نبى الله موسى بعشرات القرون، وإذا وضعنا هذه التواريخ فى مقارنة مع أهمية تاريخ اكتشاف أو كتابة مخطوط "إنجيل يهوذا" التاريخية لتبين مقدار أهميته التاريخية والبحثية.
ويتفق إنجيل يهوذا مع الأناجيل الأربعة المعترف بها فى أن المسيح كان يعلم بأن يهوذا سيسلمه إلى الرومان، وفى إنجيل يوحنا يقول المسيح ليهوذا بعد أن أطعمه "ما أنت تعمله فاعمله بسرعة" إلا أن الاختلاف بين الإنجيلين هو أن علم المسيح بما سيفعله يهوذا كما جاء بإنجيل يوحنا يرجع لأسبقية العلم الإلهي، أما فى إنجيل يهوذا فيرجع إلى اتفاق مسبق بين المسيح ويهوذا بأن يسلمه لإتمام الفداء، ويختلف إنجيل متى عن إنجيل يهوذا فى أن الأول يقول "ويل لذلك الرجل الذى به يسلم ابن الإنسان، كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد" لكن فى الثانى يقول المسيح "ستكون ملعونا من الأجيال الأخرى، ولكنك ستأتى لتسود عليهم.. وستسودهم جميعا لأنك ستضحى بالإنسان الذى يرتدينى.. والنجم الذى يقود الطريق هو نجمك".
ويبدأ المخطوط بوصف الرواية السرية للاتفاق الذى جرى بين المسيح ويهوذا على مدار أسبوع، قبل عيد الفصح بثلاثة أيام، ويستفيض فى وصف مكانة يهوذا وما يتمتع به من قرب لدى المسيح فيقول على لسان المسيح:"إن أرواح التلاميذ الآخرين لا تجرؤ على الوقوف أمامه بينما يهوذا كان قادرا على الوقوف أمامه" لأنه يعرف من أين أتى المسيح ومن هو، ولهذا يقول له المسيح: "تعالى سأخبرك بأسرار الملكوت فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك، ولكنك ستحزن كثيرا، لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم"، وبهذا يدّعى كاتب الإنجيل أن تلاميذ المسيح كلهم على باطل بينما يهوذا وحده هو صاحب الطريق الصحيح، ويكاد يشير إلى أن تلاميذ المسيح أشركوا بإلهه، حينما قال: "آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم" ففى كلمة "إلههم" تلميح إلى أنهم يشركون بالإله الحقيقى، رب يسوع ويهوذا.
ويزعم هذا المخطوط أنّ تلاميذ المسيح قصوا عليه رؤيا شاهدوها فى المنام، نصها كالتالى قالوا: "رأينا منزلاً عظيماً فيه مذبح كبى، وأثنى عشر رجلا، وكان علينا أن نقول اسم الكهنة واسمك، وجموع من الناس كانت تنتظر عند ذلك المذبح حتى الكهنة، ويتسلموا النذور، لكننا ظللنا منتظرين، فقال يسوع: وماذا كان شكل الكهنة، قالوا: البعض يضحون بأطفالهم وغيرهم يضحون بزوجاتهم، فى تسبيح واتضاع مع بعضهم البعض، البعض ينامون مع الرجال بعضهم تورط فى الذبح؛ والبعض ارتكب خطايا عديدة وأعمال أثم، وكان الواقفون أمام المذبح يتوسلون بـاسمك، وفى كل أعمال عجزهم فقد وصلت ذبائحهم للكمال، وبعد أن قالوا ذلك، هدأت نفوسهم، لأنهم كانوا مضطربين، قال لهم يسوع: "لماذا انتم مضطربون؟ الحق أقول لكم: أن كل الكهنة الواقفين أمام المذبح يتوسلون باسمى، أقول لكم ثانية: إن اسمى مكتوب على هذه لأجيال النجوم عبر أجيال البشر، وهم غرسوا أشجاراً بدون ثمر، باسمى بطريقة مخزية".
وهنا تفجر المخطوطة المزعومة شيئاً أشبه بالنبوءة، إذ يدّعى أنّ هؤلاء الكهنة الواردين فى الرؤيا، وهم حواريو المسيح أنفسهم، وأنهم أو من على شاكلتهم من سيقودون الناس للذبح، ويقول "قال لهم يسوع: هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح هم أنتم، هذا هو الإله الذى تخدمونه، وأنتم هؤلاء الرجال الاثنا عشر الذين رأيتموهم، والجموع التى حضرت للتضحية هم الناس الذين تقودونهم، أمام ذلك المذبح. سيقف ويستخدم اسمى بهذه الطريقة، وستبقى أجيال من الأتقياء أوفياء له، إذ إن المسيح يشكك فى نية تلاميذه وفى إيمانهم.
ويدعى كاتب المخطوط أنهم شجر بلا ثمر، كما يدعى أن رجال الكنيسة سيتورطون فى ذبح الأطفال والزنا واللواط والنوم مع الرجال فيقول "سيقف بعده رجل آخر هناك من الزناة، وآخر سيقف هناك من الذين يذبحون الأطفال، وآخر من الذين ينامون مع الرجال، وواحد من الذين يمتنعون أو يصومون، وبقية الناس الذين يتدنسون والأثمة والمخطئين"، وهؤلاء الذين يقولون "نحن مثل الملائكة"، أنهم هم النجوم التى تأتى بكل شىء إلى نهايته، لأنه قيل لأجيال البشر: "انظروا لقد قبل الله نذوركم من أيدى كاهن" هذا هو خادم الخطية، لكن الرب، رب الكون هو الذى يوصى وفى اليوم الأخير سيعيشون فى العار، ويقول فى موضع آخر "من المستحيل أن نغرس البذور فى الصخر ثم نجنى ثمارا، وهذا هو أيضا سبيل الجيل المدنس والحكمة الفاسدة"، وبهذا الأحاديث المختلقة يدعى هذا الإنجيل أنّ الفضل كله ليهوذا، ويكاد يساوى بينه والمسيح من حيث القيمة الروحية والدينية، فكلاهما مكمل للحكمة الإلهية، وكلاهما عالم بالأسرار الكونية، وكلاهما تحمّل العذاب والاضطهاد والتنكيل من أجل خلاص البشرية، بينما كل تلاميذ المسيح ومن تلاهم من الأجيال فى الضلال والدنس، وكل هذه المزاعم وإن كانت مثيرة للجدل والإنكار إلا أنها لم تقفل الباب أمام الباحثين والعلماء، وبرغم أن القمص عبد المسيح بسيط حاول قدر جهده فى الدفاع عن معتقدات المسيحية تجاه هذه المزاعم.
إلا أن ما يثيره المخطوط من خلافات أكبر من مجرد تحقيق صغير أو ترجمة أمينة، وعلى المهتمين بالتراث القبطى والتاريخ المصرى أن يبذلوا جهداً أكبر من أجل الرد على هذا المخطوط تاريخياً وعلمياً، ويكفى بسيط شرفا أنه كان أول الساعين نحو ذلك لكن الطريق فى اعتقادى مازال طويلاً، ويتطلب جهداً أكبر وتحقيقاً أوسع، لا أن نكتفى بإنكاره والاعتراض والمصادرة على ما فيه دون معرفة، وما الذى فعله "بسيط" إلا خطوة أولى فى سبيل تحقيق هذا المخطوط والرد عليه.
مفاجأة.. إنجيل يهوذا عاد سراً إلى القاهرة.. والقمص عبد المسيح بسيط ترجمه ونشره ليرد على اتهامه الحوارى الخائن للكهنة بالخيانة والقتل والشذوذ داخل الكنيسة
الثلاثاء، 20 يوليو 2010 10:23 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة