"نظرة السعادة فى عينيها تغنى عن الدنيا وما فيها".. ليست كلمات فى خطاب غرامى من حبيب لمحبوبته، وإنما هى الرسالة التى يوجهها عماد حسن أنور رئيس الحملة القومية للتبرع بالدم، إلى والدته، مفضلاً أن يتبع الفطرة الإلهية ويتبع اسم عائلتها ليعبر لها عن افتخاره بها، مؤكداً أن رضاها أهم من أى نجاح قد يحققه فى حياته، حيث إن حواس هو جده لأمه.
طبيعة عمل والده فى السعودية منذ الأسبوع الثانى لولادته كان سبباً ًفى أن يقضى فترة الطفولة والمراهقة هناك، لكن هذا لم يؤثر على انتمائه لوطنه وحنينه فأصبحت عودته إلى مصر نقطة التحول فى حياته ليقود أكبر مبادرة للتبرع بالدم يهدف من خلالها إلى جمع مليون كيس دم خلال عام.
تظهر ملامح طفولة عماد على جدران مكتبه الذى يمتلئ باللوحات والصور التى يضع فيها خططه وأهدافه، وهى الطريقة التى اعتاد عليها منذ الصغر فيقول "كان والدى دائما فى عمله وكان معظم وقتى مع والدتى، علمتنى التنظيم فى حياتى من خلال ترتيبها للبيت، ورغم ذلك لم أكن الولد الهادئ الخجول بالعكس كنت مُتعِبا وأرفض النصائح وأعاند شأن كل الأطفال".
الحماس الذى ينطق به عماد اسم مصر يتفق مع حديثه عن نقطة التحول فى حياته، قائلاً "غيّرَت عودتى إلى مصر مسار حياتى وشخصيتى بروحها التى أتحدى أن تجدها فى أى بلد فى العالم كفاية أنك لما تضايق تنزل الشارع عند أى كوبرى أو على الكورنيش وقتها لن يعطيك أى مكان ذاك الإحساس الذى ستشعر به".
ويضيف "التحقت بكلية إدارة الأعمال بالأكاديمية البحرية، وطوال السنوات الأربعة كنت أسعى إلى الاطلاع على كل التجارب العالمية فى التسويق، أراقب الأسواق والخطط، كنت أميل إلى التسويق التنموى فهو أكثر ما نحتاجه فى ظل الأهداف الكثيرة التى نسعى لتحقيقها كما أنى لمست فيه الإبداع وليس مجرد خطة لبيع منتج".
وتماشياً مع مساندة والده طرق عماد أبواب الحياة العملية بادئا من الصفر كمندوب مبيعات ويقول "محدش بينجح من الهواء، كان لازم انزل للسوق المصرى وابدأ من القاع حتى أتعرف على كل الملامح وسلاحى هنا أنى أتعايش مع الواقع يعنى لو محتاج تطوير لازم اعترف وأسعى للتغيير من نفسى لو عندى مشاكل أحلها، الصبر مهما كانت المشاكل والتأقلم مع رؤسائى"، رفض عماد ما يحدث من الشباب الذين لا يختارون بدقة مهنتهم لدرجة تجعله يتنقل بين أكثر من وظيفة خلال أشهر معدودة.
لم ينس عماد حلم حياته فى تنفيذ مشروع تخرجه حول حملة التبرع بالدم " استغربت إن من ضمن 80 مليون مصرى لا يتبرع سوى 10 % فقط ، وإذا سالت عن السبب لا تجد إجابة مرضية وهذا معناه خلل فى اقتناع الناس ، رغم إن فيه ناس تتوقف حياتها على هذا الدم ، ليه مبنتحركش غير لما نعرف إن فيه حد هيموت، وللأسف فيه ناس ممكن منلحقهاش " ، ويضيف " كنت لازم أفكر فى طريقة تجمع كل فئات الشعب المصرى المختلفة فوجدت أن الترفيه الشئ السحرى الذى يلتف حوله كل القطاعات وبالفعل كانت ديانا كرازون أول من انضمت إلينا وتوالى بعدها الفنانين حتى اصبحت منى زكى سفيرة الحملة ، كنت مقتنع إن مفيش شئ مستحيل وإن التغيير لا يأتى بالجلوس فى البيت والتفكير والحلم وإنما بالتحرك وبدء التنفيذ الفعلى الذى يصاحبه اعتراف بقدراتى وخطة واضحة ومنطقية".
ورغم أن نجاح الحملة داخل مصر وخارجها وانضمام العديد من النجوم والشباب إليها حتى الآن يعد أكبر مثال على قدرات عماد التسويقية إلا أن حصوله على المركز الـ17 على العالم فى التسويق كان أكبر دفعة فى حياته أثبت فيها لنفسه موهبته اختلط فيها بخبرات عالمية، ولا تستغرب إذا كان هدفه حالياً أن يصبح رقم واحد على العالم "وليه لأ؟".
يلجأ عماد إلى ربنا عندما تقابله المشكلات، يقول: "بتكلم معاه واشكيله فهو الكبير"، وينتظر من والدته دائما دعوة "ربنا يوفقك"، اكتسب عماد من والده الذى كان صاحب شركة استيراد وتصدير مبادئ العلاقات التجارية " كان دائما يقولى خليك على كلمتك وتكون مسئول عنها ومتخضعش لحاجة غلط حتى لو هتعطل الشغل لفترة أطول مثل الرشوة التى لا اقبل أن أتعامل، ورغم ذلك كنت بتخانق معاه لم يكن مقتنع بالأساليب الشبابية والنت كان عنده الشغل يعنى مقابلة مباشرة، لكن بعد تعبه الأخير قبل وفاته أتقربت له وبقينا صحاب وكنت بحكيله على كل حاجة ، كان بيقولى خد بالك وأوزن الأمور صح، كانت وفاته صدمة لم أتكيف معها لمدة 3 شهور لكنى كنت مجبر على الاستمرار فلم يكن مر على الحملة سوى شهرين، بالإضافة إلى انى كان لازم أتغير لأنى أيضا أصبحت مسئولاً عن أسرتى".
عماد حواس شاب يقود مبادرة كبرى للتبرع بالدم
الثلاثاء، 20 يوليو 2010 02:23 م