لو سلمنا، جدلاً، بأن البرادعى أخطأ فى توجهه وارتمائه فى (حجر الإخوان) كما يرى البعض أو يريدنا أن نرى ذلك، فإن هذا البعض له من الخطايا بل الجرائم التى قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية فى حق وطن وشعب، ولو قدر لهؤلاء النفر أن يعيشوا حينا من الدهر فسوف يرون صدق ما أقول، وليست صربيا ولا السودان ولا العراق عنا ببعيد.
خطأ البرادعى المزعوم أنه لم يذهب إلى الحزب الوطنى ولا إلى رؤساء تحرير الصحف القومية لكى ينال بركة الحزب والقيادة ويحصل على إذن بالمرور فى الشوارع ولقاء الناس فى قراهم ومساجدهم، لو فعل البرادعى ذلك لحصلت له البركة (المؤقتة) ولنال بعض الرضا لبعض الوقت.
خطأ البرادعى أنه لم يعلن تأييده لمرشح الحزب الوطنى المرتقب ولم يكل المديح للجنة السياسات وجيش المنتسبين إليها، ولم يظهر على صفحة روز اليوسف الأولى وهو يعانق ويبتسم لرئيس تحريرها وهو يعلن تأييده للحزب الوطنى ودعمه المطلق للوريث المرتقب فى الانتخابات المقبلة.
خطأ البرادعى الأكبر فى نظر كهنة الحزب ومنظرى الصحف القومية أنه التقى بالإخوان المسلمين ووصفهم بأنهم القوة الحقيقية على أرض واقع السياسة المصرية، ومن وجهة نظر هؤلاء أن البرادعى كان يجب عليه أن يبدأ صفحة كتاب التغيير بقوله (الإخوان محظورون وملعونون أينما ثقفوا ولو كانوا تحت قبة البرلمان) لو قالها البرادعى لأصبح رمزا وطنيا ونموذجا للتغيير ونصيرا للديمقراطية، عيب البرادعى أنه ناصر تيارا تعاديه السلطة وتفرض عليه حصارا أبديا ورغم ذلك فهذا التيار المحاصر له عدد من النواب يبلغ أضعافا مضاعفة من نواب الأحزاب (الطليقة وغير المحظورة).
عيب المحسوبين على النظام والمنتفعين من وجوده بطريقة أو بأخرى أنهم أصبحوا يخلطون الجد بالهزل وعلى رأى المثل (يسوق العبط على الشيطنة).
آخر السطر
من يرون ارتماء البرادعى فى حجر الإخوان خطيئة، عليهم أن يسألوا أنفسهم: وماذا عن حجر الحكومة والحزب؟ أظن أن هناك فرقًا..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة