خرج الأسد والثعلب والذئب فى رحلة صيد فصادوا حمارا وحشيا وظبيا وأرنبا فقال الأسد للذئب: أقسم بيننا، فقال: الحمار لك والأرنب للثعلب والظبى لى.فخبطه الأسد فأطاح برأسه، ثم أقبل على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة! هات أنت يا أبا الحصين.
فقال الثعلب: يا أبا الحارث الأمر أوضح من ذلك، فالحمار لغدائك والظبى لعشائك والأرنب فيما بين ذلك.فقال له الأسد: قاتلك الله! ما أقضاك! من علمك هذه الحكمة؟ فقال: رأس الذئب الطائر عن جثته.
هى حكمة الحيوانات التى لايتعلم منها الوزراء والمسؤولون من البشر فى مصر، يأتى الوزير إلى منصبه دون أن يتعلم من حكمة رأس الوزير الطائر من قبله، فيأسره بريق المنصب ويغريه فساد السلطة التى أطاحت بمن سبقه وينسى الدرس.
ما تكشف من وقائع استغلال النفوذ والسلطة لخدمة المصالح الشخصية فى وزارة الإسكان يذكر بالحكمة التى يبدو من الواضح والأكيد أن الوزير المهندس أحمد المغربى لم يتعلم منها، أو يستفد من نتائجها، وتاهت عنه حقائق الماضى القريب، إلا إذا كان لديه اليقين بأن للفساد ربا يحميه ويقويه ويحصنه ضد كل الانتقادات.
فالوقائع المنشورة والمتهم فيها الوزير باستغلال النفوذ والمصالح فى جزيرة آمون والقاهرة الجديدة وأرض ميدان التحرير كفيلة بالمحاسبة، أو على الأقل بأن يتقدم الوزير باستقالته حتى تظهر براءته أو إدانته من جهة تحقيق عادلة فى كل الوقائع المنسوبة إليه، مثلما يحدث فى الدول التى تحترم شعوبها ولا تسخر منها وتتعالى عليها.
منذ عامين وفى اليابان انتحر وزير الزراعة اليابانى توشيكاتسو ماتسوكا قبل ساعات من مثوله أمام جلسة المساءلة بالبرلمان بسبب فضيحة تتعلق بتبرعات سياسية وعقود مزورة! وليست فضيحة أراض واستغلال نفوذ صارخ.
لا نطلب انتحارا وإنما محاسبة ومساءلة وكشف الحقائق أمام الناس التى اكتوت بنيران فساد السلطة، وبسياسات فاسدة استفاد منها أقارب ومحاسيب وشركات ووكالات الوزراء والمسؤولين، ويذهب ضحيتها الفقراء من المعذبين فى مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة