هما صديقان أو ربما جمعتهما صداقة الشر، فى أحد الأيام التقيا فى أحد المقاهى بوسط البلد كان أحدهما خريج رحدى الكليات النظرية، ومن أسرة فقيرة ولا يجد عملا مثله مثل آلاف الشباب فى مصر، أما الثانى فهو صاحب سوابق فى تجارة المخدرات والسرقة وغيرها.. كانت علامات الغضب ظاهرة فى وجه الأول خريج الجامعة، فليس فى جيبه ثمن كوب الشاى الذى سيفرغه فى أحشائه بعد قليل فى المقهى.. ظلا يتبادلان أطراف الحديث، حول الظروف الاقتصادية التى يمر بها الشباب وحتى إن وجد عملا فكم سيكون راتبه الشهرى، لن يكفى لشراء عدد قليل من الارغفة كل صباح، إذن لابد من حل.. فانوس سحرى يخرج منه عفريت ضخم يحقق كل ماتريد بمجرد أن تلمس أصابعك سطحه.. وقتها هتف الثانى وجدتها يقول صابر 23 سنة حاصل على مؤهل جامعى من إحدى الكليات النظرية: سألتة بلهفة ما هى؟ فأجاب حل مشكلتك.. وجدت لك عملا سوف يدر عليك ماتحلم به من أموال. قلت هل سأعمل معك سائقا على السيارة التى بحوزتك أو عتالا على سيارة نقل مثلا. وهنا أخبره بصراحة: تشتغل معايا فى شغل خاص، من الاخر كده فى توزيع تذاكر الهيروين على بعض المدمنين من ولاد الذوات، وأحيانا السياح فى منطقة الهرم والمسألة مضمونة ومكسبها كبير. يقول صابر: لا أعرف كيف وافقته على مطلبه رغم أننى أعرف أنها مصيبة كبرى.. المهم ان المشوار بدأ معايا بسفرية للاسماعيلية بالسيارة الأجرة التى يقودها هشام إلى مدينة التل الكبير، وعرفت بعد ذلك أن المنطقة التى قمنا بزيارتها اسمها مفارق خيرى بوادى الملاك وهى منطقة صحراوية ترددنا عليها كثيرا بعد ذلك، كنا نشترى منها البضاعة (الهيروين) ونقوم بتوزيعها على المدمنين فى القاهرة وبالتحديد فى منطقة الجيزة والهرم، فتيات جامعيات وسياح عرب وأجانب والفلوس جرت فى إيدينا لكن لم أكن أتصور أن النهاية ستكون سريعة بهذا الشكل.
المتهم الثانى ظل صامتا إلا أنه بكى بحرقة مؤكدا: أنا صحيح سوابق ولى قضايا مخدرات لكن ظروفى صعبة وشغلانة التاكسى الاجرة لاتكفى تذكرة هيروين واحدة فى اليوم أو قعدة مزاج، ما هو الواحد اتعود على كده طب هاجيب منين وبعدين كل اللى احنا بنتعامل معاهم ناس اغنيا ومعاهم فلوس يعنى مش فقرا ولا طلبة فى مدارس ثانوى يبقى يستاهلوا.
لمعلوماتك..
◄ 30 مليار جنيه ينفقها المصريون على المخدرات سنوياً
