محمد فهيم

أنت مسئول شباب مصر ولا...

الجمعة، 02 يوليو 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هالنى وأفزعنى كلام صفى الدين خربوش المسئول الأول عن الشباب فى مصر خلال المؤتمر الذى عقد بمعسكر الجامعات المصرية ببلطيم الذى تنصل فيه من الشباب الذى يسعى للخروج سعيا على مستقبله خارج أرض مصر، وقال لا نستطيع أن ندافع عن هذا الشباب ولو أعدم أو أهين أو سجن لأنه كتاجر المخدرات والسارق يسلك طرقا غير مشروعة للحصول على المال.

وأضاف أن الصندوق الاجتماعى بيتحايل على الشباب كى يأخذوا قروضا ولكن الشباب لا يريد إلا أن يشاهد التليفزيون حتى الفجر ولا يحب أن يشتغل إلا فى البترول أو التدريس أو الاتصالات ويجلس فى مكتب مكيف كما تبرع محافظ كفر الشيخ للشباب بمنحة ومكافأة وهدية فقال عنهم بأنهم تعودوا على "التنبلة".

فى الحقيقة لا أدرى إن كان هذا هو تصريح للمسئول الأول عن الشباب فى مصر أم فى إسرائيل أم أن هؤلاء الشباب هم أولاد جيراننا الأعداء أم أن هذا المسئول اللبق الحصيف هو وزير غير مصرى وبيتكلم عن شباب مصريين.

للأسف الحقيقة المرة أنه مصرى وهم مصريون وللأسف مرة أخرى هو المسئول الأول عن هؤلاء الشباب المساكين الذين لو وجدوا يوما رعاية منه ومن سابقيه لما وصل بهم الحال إلى ما هم عليه ولو لم يسرق الكبار والحرامية والمرتشون والأفاقون أحلامهم البريئة التى كبرت معهم منذ نعومة أظفارهم حتى صدموا بالحياة فى بلد النيل والمجد والتاريخ وشعروا بأنهم فى الصومال أو تنزانيا أو بلاد الذل والفقر والجوع والهوان فذبلت أحلامهم وحاولوا إنقاذها وروها بأمل السفر وتعويض ما فات وتركوا الدنيا بما فيها للكبار ولكن أحلامهم هذه المرة تحطمت بسفن ذابت فى مياه البحر وسراب أخذهم إلى وهم أفاقوا منه فى القبور أو بين الحيتان ولم يجدوا مناصرا لهم أو مدافعا عنهم بل لاموهم على ما فعلوا واتهموهم بأشد الاتهامات وها هو أكبر مسئول للشباب يصفهم بأنهم مثل تجار المخدرات أو اللصوص ونسى أنه هو وأمثاله هم الذين اقتادوهم إلى هذا المصير المزرى وهذا الحال المضنى وأنهم هم الذين عاشوا فى الحرير وفى النعيم وبنوا القصور والقرى السياحية وزوجوا أبناءهم وفرحوا بأحفادهم وتركوا الناس بلا أمل فى حل لما يعيشون فيه تركوهم فى وحل الفقر وذل العوز والحاجة.

وياللعجب فإنه لم يكتف بما قال ولكنه قال عنهم إنهم يجلسون أمام التليفزيون يوميا حتى الفجر ويطلبون وظائف البترول والاتصالات ويحلمون بمكاتب بالتكييف وكأنه يصف شعبا آخر أو جنسا جديدا يعيش فى مصر وعنده كل الحق فهو لم ير الشباب المكافح الذى علم نفسه وحصل على أعلى الدرجات ويعمل فى بنزينة أو يبيع خضار أو مدمس أو يقف على عربة ترمس أو تين شوكى أو يعمل مندوب مبيعات يدور بالشوارع وفى عز الحر وكأنه لا يرى أو يسمع ولكنه فقط يتكلم ولكنه نسى أنه وأمثاله لم يبقوا للشباب وأولاد الفقراء من فرصة فى عمل جيد فقد استولى الكبار وأبناؤهم على مصر كاملة فورثوها وصارت عزب وتكيات لهم وكل الشعب خادمين لقمة العيش وهم أصحاب الفضل والجود يتفضلون ويجودون عليه ببقاياهم ولهم الشكر كل الشكر لو كان عند وعندهم أجمعين شىء من حب لهذا الوطن أو رأفة بأبنائه لتركتم مناصبكم ولكن هيهات لنا أن نحلم بأن نكون مثل بلاد العالم التى يستقيل رئيسها أو رئيس وزرائها أو وزرائها لأتفه الأسباب لأنهم يحترمون أنفسهم وشعوبهم على طريقة القادة العظام الذين يتخلصون من حياتهم بعد الهزيمة أما قادتنا فقد جلبوا لنا الهزيمة والذل والعار واتهمونا أننا نحن السبب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة