د.حمزة زوبع

أحلى من الشرف ما فيش!

الجمعة، 02 يوليو 2010 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقاله الأسبوعى الأخير (مش لوجه الله) بـ"اليوم السابع" كتب الأستاذ خالد صلاح يقول:(الشرف هو القيمة الوحيدة الضائعة فى هذه الحرب)، وبالطبع يعنى حرب الفساد التى أكلت لحم وعظام الشعب المصرى وتركته هشيما تذروه الرياح.
ولكن من أين يأتى الشرف يا أستاذ خالد، والكل يعلم أن مؤسسات الدولة تم تفكيكها لتصبح دويلات وممالك صغيرة يترك لكل (زعيم عصابة) أن يعلن نفسه ملكا متوجا على هذه المملكة وكأنها (ميراث أبيه وأمه).
والشرف الضحية، كما أطلق عليه أستاذ خالد، ليس ضحية النخبة المتصارعة، بل ضحية الشعب بأسره، بعد أن نجحت عصابات الشر فى تعميم مفهوم الفساد حتى بات الأمر وكأنه شيئا عاديا وسأعطيك عزيزى القارئ أمثلة على ذلك:
1- يمكن لأى موظف كبير فى المحليات أن يقوم بتأجير رصيف فى شارع طوله ثلاثة إلى أربعة كيلو مترات للباعة الجائلين ومن لا يدفع (يبقى نهاره زى ليله)، هذا الموظف الذى يبيع رصيف الدولة عينى عينك بالطبع يقف وراءه هامور كبير ربما يكون رئيس الحى أو رئيس الأشغال أو رئيس والسلام، هؤلاء يمتصون دم الباعة الباحثين عن لقمة عيش على رصيف الحياة، وعليك أن تتوقع ماذا سيفعل البائع الممصوص دمه مع المشترى!!
2- فى مستشفى جامعى أو تعليمى يقوم رئيس بنك الدم ببيع قربة الدم الواحدة للمريض بمائة وخمسين جنيها، إلى هنا ولا توجد مشكلة، المشكلة هى أنه يتعين على أسرة كل مريض يحتاج إلى الدم أن يتبرعوا بالدم أولا حتى قبل السماح بنقل الدم (المشترى) إلى المريض، وباختصار مقابل كل ثلاثة (أكياس) دم يتبرع بها الأقارب يمنح المريض كيسا واحدا والباقى (فى الخزينة)، ليتم بيعه ربما لنفس المريض غدا أو بعد غد، ولا تعرف هل حصيلة بيع الدم تدخل الخزينة أم تدخل جيب السيد رئيس بنك الدم؟
3- قررت محافظة القليوبية منح المتفوقين فى المرحلة الابتدائية كمبيوترات كجوائز تفوق، وقام المحافظ بالتصوير مع المتفوقين، ولكن حين جاء وقت تسلم الكمبيوترات، دخل الآباء فى دائرة غير مغلقة بدأت من عند مدير الإدارة، وانتهت عند المخازن، وبعد شهور تم تسليم الكمبيوترات مقابل مائة جنيه لكل كمبيوتر، ومن لا يقوم بالدفع فيمكنه تسلم الكمبيوتر (ناقص حتة) مثل (الماوس) أو (الشاحن).
4- يمكنك استخراج رخصة قيادة بمبلغ يتجاوز ألف جنيه، وكل ما عليك هو أن تقوم بالتصوير فقط وستأتيك الرخصة إلى حد باب البيت (أسرع ديلفرى فيك يا مصر)، وقد يقول لك قائل ألف جنيه كثير عندى واحد كده (يجيبها لك بسبعمائة وخمسين جنيه).
5- قام أمين شرطة فى شبرا الخيمة بنصب كمين مرورى خاص به عند أحد المداخل، حين استوقف بعض السيارات وقام بجمع قرابة خمسمائة جنيه فى ساعة ونصف، ثم تبين للجميع أنه لا كمين ولا يحزنون، وأن الرجل استغفل الناس حتى إنه قال لأحدهم بعدما أعطاه عشرون جنيها مقابل السماح له بالمرور (باين عليك ابن حلال.. امشى على طول ما فيش كمين قدامك).
6- تقتق ذهن (الجباة) فى محافظة بوجه بحرى عن فكرة عبقرية لجمع الأموال لصناديقهم السيادية، وتتلخص الفكرة فى مطاردة ومصادرة عدد لا بأس به من (التكاتك) مرة كل شهر، وعلى الراغبين فى استعادة تكاتكهم (التبرع) (شوف الكلمة حلوة إزاى) للمحافظة بمبلغ ألف وخمسمائة جنيه، وإلا فلن يروا "التكتك" الذى هو مصدر رزقهم.
7- أترك لك عزيزى القارئ استكمال الأمثلة فبالتأكيد لديك الكثير.
هذه بعض أمثلة لتوغل الفساد وتعميمه حتى وصل إلى النخاع، والحل فى رأيى بسيط للغاية وهو إعمال القانون، ولكن المشكلة فى هذا الحل أن القانون نفسه أصبح رهينة فى يد لا يؤمنون به أصلا، فالقانون الوحيد الموجود فى هذا البلد هو قانون القوة، وحين يعود القانون لا الأشخاص والنفوذ إلى الواجهة ساعتها سيكون الفساد فى قفص الاتهام، وليس على رأس السلطة.
آخر السطر
حاول أن تركن سيارتك بجوار أى رصيف مسموح به سيخرج لك من باطن أرض من يقول لك (تعالى يا باشا... تعالى تعالى)، وكأن الشارع أصبح ملكا له، بعض هؤلاء يتردد أنهم مرشدين للمباحث، وفى أوقات الفراغ يقومون ببيع البانجو.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة