"الانطباع الأول يدوم"، "أحببته من أول نظرة"، "أحببتها من أول وهلة"، تعبيرات كثيرة على الشاكلة نفسها نسمعها من البعض، والسؤال هنا هذا الشعور وحده كفيل بأن تشيد على أعتاقه حياة زوجية سعيدة ومستقرة؟!
ويجيب عن هذا التساؤل د.محمد أبو فرحة، خبير واستشارى التنمية البشرية، حيث يقول: "من المؤكد أن هناك حبًا من أول نظرة، ومن المؤكد أنه قد يستمر، لكن المهم إلى أى مدى يستمر، وهل يصمد أمام الحياة بما فيها من صعاب ومواقف ومشاكل؟ أم لا يتحمل؟.
قد نسمع أنه أحبها من أول نظرة، وقد نسمع أنها أحبته من أول نظرة، ولا يمكننا أن نتعجب، لأن هذا وضع قائم وموجود، لكن هل نستطيع أن نبنى على هذا؟ فيكون هذا هو الأصل الذى نبنى عليه الحياة الزوجية المستقرة؟!
أعتذر عن الموافقة، فمن الممكن أن يكون هذا هو أول الخيط، فيقدر الله أن تكون أولى دقات القلب من العين، نحترم ذلك، لكنى أعتذر للمرة الثانية، فالحياة التى تنبنى على هذا فقط هى حياة خيالية، وهذا البناء هش كالحب العذرى الذى يكون من طرف واحد، يحلم ويتخيل ويبنى فى خياله أمورًا قد تكون معظمها إن لم تكن كلها أوهامًا، فكثير منها أحلام يستيقظ صاحبها ليجد نفسه فى الواقع قد بنى بناء فى الهواء.
لذلك فالحب الحقيقى الذى يستمر مع الحياة الزوجية وينمو كل يوم فى الحياة، كهذه البذرة التى تكون تحت الأرض، وترتوى بالماء، ويومًا فيومًا تكبر تحت الأرض لتكون جذورًا، وفوق الأرض لتخرج شجرة، وكل يوم يمر تقوى البذور وتقوى الشجرة، حتى يكون لها سيقان ثم أوراق، ونرجو من الله أن تكون ثمارها التى ارتوت بالمودّة والرحمة ثمارًا طيبة من أولاد ثم أحفاد، وبيوت مستقرة فى حياة هنية".
هل يصلح الحب من أول نظرة لإقامة حياة زوجية سعيدة؟
الخميس، 15 يوليو 2010 04:17 م
الانطباع العابر لا يعبر عن الواقع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة