محمد الدسوقى رشدى

لا يخجلون ولا يتعلمون.. عن الإخوان والمعارضة نتحدث

الثلاثاء، 13 يوليو 2010 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنهم لا يخجلون ولا يعرفون للكسوف طريقاً.. وإن أصابهم الخجل مرة أصابهم على استحياء أو على مضض.. لا تسألنى من هم؟ وتعالى حضرتك شوف بنفسك..

فى أقل من 48 ساعة من أيام أول هذا الأسبوع وقعت حادثتان لا دلالة لهما سوى تلك الكلمات التى قرأتها أنت فى بداية هذه السطور.. الأولى بطلها الإخوان الذين هددوا بالانسحاب من الجمعية الوطنية للتغيير إذا شارك أبوالعلا ماضى أو عصام سلطان أو أى عضو من أعضاء حزب الوسط فى إحدى الفعاليات التى تم تنظيمها فى مدينة المنصورة، والثانية بطلها حزب الوفد الذى هدد بالانسحاب من ائتلاف أحزاب المعارضة بسبب مسألة مقاطعة الانتخابات..

دعنى أخبرك أولا أن للحادثتين دلالة أخرى وهى أنه لا تغيير قادم ولا إصلاح قادم ولا وضع قائم قد يتحسن أو حتى يتزحزح من مكانه إلا بمزاج الذين أقاموا هذا الوضع، أى بمزاج السادة فى القصر الرئاسى والسادة فى الحزب الوطنى، سيبقى الحال كما هو، لأن مصر للأسف لا تملك جبهة معارضة قوية، أو حتى تيار سياسى مستقل يبشر بأى خير، مصر تملك أحزابا كأنها أحزاب، وزعامات تهدد وتصرخ كأنها تخيف الخصوم بجد، وجماعة إخوانية تبدو لوهلة أنها جماعة بجد قادرة على التغيير وإحداث الفارق، ولكنها ربحت 88 مقعداً فى البرلمان ولم تصنع أى فارق حتى لو على المستوى الشكلى.. هو نظام محظوظ طبعا أن تكون خصومه على هذا القدر من الهزال والضعف، أو نظام جبار لأنه أخضع كل من أراد أن يقول «لا»، وجعله يقولها على طريقته «حنينة» وخافتة، وتحسن صورته فى الخارج، وتكمل ديكوره الذى يقول عنه لمنظمات الخارج إنه ديمقراطى.

وهل يوجد أفضل من الحادثتين السابقتين دليلا على أن النظام الحالى سيبقى لسنوات أخرى مديدة؟ الإخوان تلك الجماعة التى أبهرتنا بتنظيمها تثبت لنا مع مرور كل فترة زمنية وكل حادثة سياسية أنها جماعة تمتلك جسد فيل رهيبا وعقل عصفور صغيرا، الجماعة التى من المفترض أنها تقدم نفسها كبديل والتى تبذل كل الجهود لتنفى عن نفسها فكرة الدولة الدينية والديكتاتورية والعزلة عن المجتمع أثبتت عبر تهديداتها بالانسحاب من الجمعية الوطنية فى حالة مشاركة عصام سلطان أنها قد تصبح إقصائية أكثر من النظام نفسه، فإذا لم تكن لترحم من انشق عنها الآن وهم فى مركب واحد، مركب المعارضة، فماذا يمكن أن تفعل به إذا وصلت للسلطة؟ وماذا يمكن أن تفعل مع أى مخالف لها فى الرأى أو الفكر؟ هل ستمنعه من الظهور علانية؟ أم ستقطع كل طرق الحوار معه مثلما فعلت وتفعل مع حزب الوسط ورجاله الذين كانوا يوماً من أهل الإخوان؟

وفى الحادثة الثانية يظهر الوجه القبيح للأحزاب المصرية، فكل هذا الارتباك السائد حول فكرة مقاطعة الانتخابات وعدم الوصول إلى صيغة تفاهمية بين الأحزاب وبعضها يبدو فى ملخصه كأنه رسالة توجهها هذه الأحزاب للجمهور تقولها من خلالها (إحنا شوية عيال بنلعب مع بعض) فهل يعقل أن تكون مساحات الحوار بين أهل المعارضة وبعضهم بهذا الشكل الفاشستى؟ هل يعقل ونحن مازالنا على البر أن تكون تلك الأفكار الإقصائية والعدائية مسيطرة على أحزاب وتيارات من المفترض فيها أنها تلعب فى فريق واحد؟

أنا لا أخبرك أن النظام الحالى أفضل، فهو صاحب الفضل فى صناعة تلك الكوارث التى يغرق فيها البلد الآن، ولكننى أخبرك أن كل هذه الصفوف غير المنتظمة التى صنعتها أيدى النظام الحاكم لن تفعل شيئا، لن تغير ولن تتغير، أخبرك أن الحل إن لم يكن سماويا فبكل تأكيد سيكون من الشارع، من عند هؤلاء الغلابة الذين ينعتهم أهل النخبة بعامة الناس أو البسطاء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة