بعد ظهور النتيجة الأسوأ للثانوية من 30 سنة..

كيف تتعامل مع نتيجتك فى الثانوية العامة؟!

الثلاثاء، 13 يوليو 2010 08:20 ص
كيف تتعامل مع نتيجتك فى الثانوية العامة؟! طلاب الثانوية يعانون قيل الامتحانات وبعدها
كتبت رانيا فزاع وأكرم سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين دموع وانهيارات وندم على هدف لم يتحقق وخوف من مستقبل مجهول، تلقى آلاف الطلاب نتائج الثانوية العامة أمس الأول.

يتكرر المشهد، ما بين راسبين، وآخرين حصلوا على مجاميع منخفضة، وآخرين لم توصلوهم مجاميعهم لدخول الكلية التى كانوا يطمحون فى الالتحاق بها، وقلة قليلة فى الأغلب حققت المراد فهل بالفعل تتوقف مصائرنا كلها على مجرد درجات نحصل عليها فى امتحانات الثانوية؟! وماذا يفعل أصحاب الدرجات المنخفضة مع ذويهم؟!، وكيف يختار الناجحون الكليات التى تتوافق مع مهاراتهم؟!

فى البداية يقول الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، تعليقاً على نتيجة الثانوية العامة على اعتبار أنها الأسوأ منذ 30 عاماً، إن نتيجة الثانوية العامة تعبر عن قرار سياسى اتخذته الحكومة بتقليل نسب التحاق الطلاب بالجامعات وخاصة كليات القمة، التى يتخرج منها كل عام أعداد غير معقولة من الطلاب، وفى النهاية لا يستوعبهم سوق العمل، بل وضعت الدولة عدداً من الخيارات لتخفف الأعباء عن الكليات الحكومية مثل الجامعات الخاصة وكليات التعليم المفتوح.

وأكد مغيث، أن امتحانات الثانوية العامة السابقة جاءت بدرجة عالية من الصعوبة يعجز فيها الطالب على الحصول على 50% من الدرجة النهائية للمادة، ووصف مغيث نظام التربية والتعليم فى مصر بالفوضوى، وغير المستقر، والاستبدادى القمعى الذى لا يساعد الطلاب على التعبير عن أفكارهم بحرية كاملة.

ومن جانبه أضاف الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسى، من المنطقى أن تحصد البنات المراكز الأولى، فالبنات تحركاتهن أقل بكثير ويقضين معظم أوقاتهن فى المنزل مما يساعدهن على المذاكرة أوقات أكثر، كما أن العامل النفسى لدى البنات فى هذه السن يكون له تأثير، فهن أنضج بكثير من البنين، وبالتالى يشعرن بالواقع من حولهن ويرغبن فى تطوير أنفسهن.

وأضاف عبد الله، أن نظام الثانوية العامة جزء من نظام تفكير فى المجتمع، لا يمكن تغييره بين عشية وضحاها، مؤكدا أن الحل الوحيد فى تغيير صورة التعليم هو تغيير التفكير تجاه الثانوية العامة، فهى مجرد وسيلة لانتقال من مرحلة لأخرى وليس سنة تتوقف عليها الحياة.

وأضاف عبد الله أن الدولة بدلاً من أن تسعى لحل المشكلة، أضافت مشكلة جديدة للوهم التعليمى الذى نحياه _على حد قوله_ باستحداثها وسيلة الجامعات الخاصة للقادرين مادياً، لتقليل الضغط على الجامعات الحكومية، فى حين أن هذه الجامعات غير معترف بها فى الخارج.

أما الدكتورة فيروز عمر، أخصائى الطب النفسى، فقد آثرت وضع خطة نفسية لتعامل طلاب الثانوية العامة أصحاب المجاميع المنخفضة مع درجاتهم وقالت: أولا بالنسبة لطلاب المرحلة الأولى لابد أن يسأل الطالب نفسه ما سبب ذلك الخلل، هل سببه الاعتماد على الدروس الخصوصية فقط، أو عدم التركيز فى المذاكرة بشكل كبير، الاعتماد على الحفظ المكثف وعدم الفهم والتحصيل الجيد، وهكذا لابد أن يراجع الطالب نفسه لكى يعوض ما فاته فى عامه الأول، ويحصل على مجموع جيد فى السنة المتبقية يدخل به الكلية التى يتمناها.

أما بالنسبة لطلاب المرحلة الثانية، فهؤلاء قد تحددت نتيجتهم، ولكن لم يتحدد مصيرهم النهائى، حيث يمكن للطالب أن يدخل أى كلية ويثبت نفسه فيها، فعليه استغلال وقت الدراسة بالكلية فى تعلم الجديد، والالتحاق بالكورسات المؤهلة لسوق العمل، مثل الكمبيوتر واللغات والمهارات الشخصية، حتى يتخرج وهو ملم بكل المهارات العملية المؤهلة لسوق العمل، وعلى أرض الواقع نجد مثلا الكثيرين من خريجى كلية التجارة يعملون فى وظائف راقية ويحصلون على مرتبات عالية، فهذا معناه أن مجموع الثانوية العامة ليس النهاية بل يمكن تغيير مسار الحياة بعد الكلية.

ثانيا، بالنسبة لتعامل الطلاب مع الآباء والأمهات، يجب على الطالب أن يعيد لوالديه الثقة مرة أخرى بعد إثبات نفسه فى الكلية، فبالتأكيد أن الأب والأم سيأخذان من ابنهما موقفاً بعد حصوله على مجموع صغير فى الثانوية العامة، لكن يمكن إعادة الثقة بين الأب والابن بعد دخول الكلية، أو بالحصول على مجموع كبير فى السنة الثانية من المرحلة الثانوية.

وأضاف الخبير التربوى ناصف على أن ما تم هذا العام فى نتيجة الثانوية العامة هى "مجزرة"، أن تجد نسبة النجاح هذا العام 50%، مؤكداً على ضرورة تكاتف الأسرة والأبناء ضد ما فعلته وزارة التربية والتعليم، موضحا أن هذا النظام الجديد الذى ادعت الوزارة أنه نظام ناجح هو كارثة، ولم يقدم جديداً بل أقحم الطلاب فى دائرة مفرغة من الامتحانات الصعبة.

كما أكد مؤمن الزيات الخبير التنموى على ضرورة اختيار الطالب للكلية التى تتفق مع مهاراته وإمكاناته بغض النظر عن الدرجات التى حصل عليها، فعليه أن يبحث أولاً عن المهنة التى يريد أن يعمل بها ثم يحصل على دورت تدريبية بها قبل التحاقه بالجامعة.

وينصح الزيات أولياء الأمور بضرورة اللجوء للتربويين والتعرف منهم على أفضل المجالات المناسبة لأبنائهم، وفقا لمهاراتهم ورغباتهم، وعدم إجبار الأبناء على الالتحاق بكليات لا يريدونها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة