عجوز لا يستطيع الوقوف، سيدة تحمل طفلا، رجل معاق أو مريض يحمل أشعة وروشتات الأطباء، طفل يطلب ثمن رغيف عيش، ونماذج أخرى عديدة تقابلها فى المجتمع تستدر عطفك، وتطلب منك صدقة ورغم علمك بكذبهم إلا أنك لا تقاومهم.
يقول أحمد رمضان سعيد طالب لا أستطيع مقاومة الرجل أو السيدة العجوز، مهما كان إحساسى بكذبه أو أن التسول عنده مهنة واحتراف، إلا أننى أشفق على سنهم من التسول والحاجة للغير، وألوم أبنائهم الذين تركوهم للسؤال، فى هذا السن الذى يفترض فيه الراحة بعد رحلة عمر صعبة وطويلة.
بينما تقول سارة عبد الحكيم حاصلة على بكاليورس تجارة لا أستطيع مقاومة الطفل الصغير الذى يمد يده، فهذا الطفل له حقوق على المجتمع، حتى وإن احترف التسول فالمجتمع هو المسئول عن ذلك لأنه لم يوفر له أساسيات الحياة.
وتحكى سارة عن موقف تعرضت له بسبب عطفها على الأطفال فتقول: ذات مرة اقتربت منى طفلة تطلب حاجة لله فكعادتى مع الأطفال أعطيتها، وهممت بركوب سيارتى، وبعد ثوان وجدت نفسى محاطة بأكثر من عشرين طفلا كل منهم يستدر عطفى بطريقة شكل، حاولت إرضائهم جميعا ولكنى فشلت وكدت أقع على الأرض من كثرة تزاحمهم.
ويقول على محمد الدسوقى محاسب فى ظاهرة التسول، بشجع اللعبة الحلوة بمعنى أنا عارف أنها مهنة واحتراف، والمحتاجون فعلا من الصعب عليهم الخروج من بيوتهم والتسول فى الشارع، ومع ذلك أحيانا كثيرة عندما يبتكر المتسولون طريقة جديدة فى التسول أشربها وأنا مبسوط.
ويحكى الدسوقى عن آخر موقف تعرض له قائلا: كنت فى الطريق لشغلى وقابلت سيدة تدعى أن زوجها ضربها وطردها من البيت، وعايزة فلوس تروح بلدها المنيا، أعطيتها 20 جنيها، وتركتها وأنا بفكر يا ترى المبلغ مناسب ولا أرجع لها أديها فلوس تانية، وإذا بصديقى يسألنى هو أجرة البيجو لسوهاج كام، اكتشفت وقتها أن هذه السيدة متسولة تحكى لكل واحد قصة مختلفة المهم يتأثر ويحط إيده فى جيبه.
