أعانى كما يعانى الناس من حولنا من خلط الأوراق المتعمد من بعض رجال الأعمال بين السلطة والثروة، بين البزنس والسياسة، وحين تواجه أحدهم بحقيقة ما يفعلونه من استغلال سىء للسلطة لصالح التجارة والأعمال يقول البعض شاهرا فى وجهك سلاح الوطنية المزيف (إن هؤلاء مصريون ووطنيون ويعملون لصالح مصر، وإن الحملة عليهم ليست فى صالح اقتصاد البلاد).
وهنا أود أن أشير إلى أن مجتمع رجال الأعمال فى مجملة مجتمع عصامى عرفته مصر منذ ما قبل الثورة وعبر تاريخها الحديث لكن الاستثناء هو ما نراه اليوم وهو من قلة استطاعت أن تنفذ إلى كل دوائر السلطة وتعرف كل أسرار الدولة عبر حلقات متداخلة بين الحزب وجمعيات النفع العام والمجتمع المدنى وشركاتهم فى نفس الوقت.
بعض هؤلاء يعرف تفاصيل المعونات الأمريكية الاقتصادية لمصر ويدرى كيف يستغلها لصالح شركاته ومن حوله، وبعضهم قريب من السلطة إلى درجة أنه على دراية تامة بمشاريع الدولة الحالية والمستقبلية وعلى علم بتفاصيل المناقصات التى ستجريها مؤسسات الدولة وبالتالى فهو ينافس غيره بميزة فريدة وهو العلم والإلمام بكل تفاصيل المشروع أو المشاريع قبل أن يطرح هذا المشروع أو ذاك.
البعض الآخر وهذا هو أخطر نوع لديه القدرة على شراء ذمم البعض فى لجان المناقصات لدرجة أنه يعرف الأسعار وبالتالى يمكنه وضع سعر أقل بحيث لا يرفض.
هذه النوعية من رجال الأعمال هم من نرفضهم ونتصدى لهم، من يشترى المشاريع بالرخيص ليبيع الأرض بالغالى ويحقق مليارات من أراض خصصت للستزراع وبيعت للمبانى بمليارات الجنيهات، هؤلاء لا يوظفون أحدا، ولا يؤمنون على عمالهم لأنهم لا ينتجون شيئا نافعا للبلد سوى زيادة رؤوس أموالهم واستغلالهم السيئ للبنوك ومدخرات المصريين فى الخارج وأيضا التأمينات الاجتماعية.
ولو أطل علينا ألف نفر من هذه العينة وأقسم برأس أبيه وأمه فسوف لن يصدقه أحد لأنه بارع فى الكلام وفنان فى طريقة العرض حتى يكاد أحدهم يبكى وهو يستعرض لك دوره الوطنى وحبه لمصر خصوصا إذا ما وقعت الفأس فى الرأس وتم تحويلهم إلى النيابة.
تحية لرجال الأعمال الشرفاء الذين يبنون فى بلادى، وبارك الله لهم فى ثروتهم وندعو لهم ليلا ونهارا بالبركة، أما غيرهم من سراق المال العام فلا تحية ولا إكرام ولا سلام ولا احترام حتى يعودوا لرشدهم ويكفوا عن البكاء عبر الفضائيات المستأجرة!!
آخر السطر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة