اتهام السفير الأمريكى السابق بتقويض جهود الإصلاح فى مصر

يواجه فرانسيس ريتشارد دونى، السفير الأمريكى السابق لدى مصر، انتقادات حادة من المحافظين الجدد فى بلاده إزاء ترشيحه لتولى منصب سفير واشنطن لدى تركيا، وذلك بسبب الفترة التى قضاها فى مصر.

وتقول مجلة فورين بولسى الأمريكية، إنه على الرغم من المسيرة الدبلوماسية الطويلة لريتشارد دونى فى الخارج، حيث عمل فى السفارة الأمريكية فى كابول وأنقرة فى الماضى، وهو يتحدث التركية بطلاقة، إلا أن الفترة التى قضاها سفيراً فى القاهرة بين عامى 2005 و2008 هى التى أثارت الانتقادات الشديدة له، خاصة بين المحافظين الجديد الذين يأملون فى إقناع أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بعدم الموافقة على ترشيحه.

وتشير المجلة الأمريكية إلى الفترة التى قضاها فرانسيس ريتشارد دونى فى القاهرة، والتى كانت تعرف بالربيع العربى، عندما اندلعت المظاهرات المطالبة بالديمقراطية وألهبت الانتخابات التنافسية، فى كل من بغداد وبيروت وعواصم عربية أخرى، مشاعر الآخرين فى الدول التى تحكمها أنظمة سلطوية مثل مصر.

وقد بذل الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، جهودا خاصة لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر، وذلك بعد أن أثار مسئولون أمريكيون مراراً المخاوف المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان بما فى ذلك قضية أيمن نور، إلا أن هذه الجهود ذهبت هباءً بعد أشهر بسبب التزوير والعنف الذى حدث فى الانتخابات البرلمانية عام 2005، وتعرضت جماعة الإخوان المسلمين لحملة قمع قاسية من الحكمة بعد الفوز الذى حققته فى الجولة الأولى من الانتخابات.
ويلقى إليوت إبرامز، كبير المساعدين بمجلس الأمن القومى الأمريكى سابقاً، باللوم على ريتشارد دونى فى ذلك، حيث يقول إنه لم يكن لديه أى حماس أو طاقة للجهود والضغوط التى مارستها واشنطن من أجل الإصلاح الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان.

غير أن ستيفين كوك، كبير الباحثين بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، يدافع عن ريتشارد دونى قائلاً إن الإدارة الأمريكية لم يكن لديها وعى بكيفية تنفيذ الضغوط لدعم الديمقراطية التى سلطت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، الضوء عليها فى خطابها بالجامعة الأمريكية عام 2005، وتم وضع دونى فى الموقف المستحيل فى أن يدير علاقة معقدة مع دولة يفترض أنها حليفة، وفى نفس الوقت يطبق سياسة جديدة تهدف الإطاحة به.