انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فى مقال كتبه سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق إلى إسرائيل ومصر دانيال كيرتزر، المسلك الذى اتبعته إسرائيل بعد ضربها لأسطول الحرية، حيث دافعت عن فعلتها مبررة ذلك بأن منظمى القافلة ينتمون إلى منظمات إرهابية، ونصبوا كمينا للقوات الإسرائيلية، لذا فهم مسئولون عما تلى ذلك من أحداث.
ورأى كيرتزر أن إسرائيل، بتبنيها هذا النهج الخاطئ، أضرت بمصالحها الشخصية وصورتها أمام أصدقائها، فهى أربكت قضيتها، مما أثار الرأى العام الدولى ضدها.
وأشار إلى أن إسرائيل لطالما نظرت إلى نفسها كقلعة تحت الحصار، فأغلب الإسرائيليين يعتقدون أن "العالم بأكمله ضدنا"، وهذا اسم أغنية إسرائيلية راجت كثيرا منذ عقود، وحقيقة الأمر فى ذلك الوقت رفض جميع العرب وجود دولة إسرائيل، فضلا عن أن المقاطعة الاقتصادية العربية لإسرائيل أقنعت أكبر الشركات فى أوروبا وآسيا أن ترفض العمل مع إسرائيل، حيث كانت التجارة مع الدول فى ذلك الوقت تتم عبر أطراف ثالثة.
وأكد كيرتزر أن إسرائيل واجهت بالفعل الكثير من التهديدات على أمنها ووجودها، فإسرائيل تعيش ليلا نهارا مع ذكرى المحرقة اليهودية، والصراع العربى الإسرائيلى، وفى هذا السياق، وجدت إسرائيل أن القوى العسكرية رد فعل ضرورى، وفى المقابل، صورت إسرائيل نفسها كما لو أنها "داود" يواجه "جالوت" العرب.
وعلى الرغم من أن حرب 1967 غيرت هذه الحقيقة، إلا أن الخطاب الإسرائيلى لم يتغير قط، خاصة وأن سيادتها العسكرية وتوطيد علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية منحها تدابير أمنية لم تتمتع بها من قبل، وكان الرئيس المصرى الراحل، محمد أنور السادات أول زعيم عربى يدرك هذه الحقيقة الإستراتيجية، وبالفعل أقدم على صنع السلام مع إسرائيل عام 1979.
وحتى مع بقاء الفكرة التى عفا عليها الزمن المتمثلة فى الصراع بين "دواد" و"جالوت" فى أذهان الكثير من الإسرائيليين، سيطرت فكرة أخرى على الإسرائيليين ترتكز على الاستيطان، ورغم أن بناء المستوطنات زاد من تعقيد العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ورغم أن إسرائيل أخلت مستوطنات سيناء لصنع السلام مع مصر، وهى الخطوة التى أبطلت حجة أن المستوطنات مطلوبة لتحقيق الأمن، إلا أن البعض، مثل أرئيل شارون، استمروا فى الترويج لأن المستوطنات تعزز من الأمن.
سفير واشنطن السابق لدى مصر وإسرائيل:
إسرائيل أخطأت وأساءت التصرف بعد ضربها "الحربة"
السبت، 05 يونيو 2010 03:15 م
إسرائيل أضرت بمصالحها الشخصية وصورتها أمام أصدقائها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة