◄◄ خطة الإنعاش تشمل «بورصة النيل».. وعودة الشركات الموقوفة.. واكتتابات بـ8 مليارات جنيه
رفض عدد كبير من المتعاملين بالبورصة ما وصفوه بمسكنات ماجد شوقى للسيطرة على الخسائر غير المبررة التى تتعرض لها البورصة حاليا، مؤكدين أن هناك عدم شفافية وغياب ثقة لدى المستثمرين من قدرة إدارة البورصة على مواجهة الأزمات، بل يشكك البعض فى رغبة هذه الإدارة أصلا فى تحسن وضع السوق، ووقف نزيف الخسائر الذى يطال أكثر ما يطال المستثمرين البسطاء أصحاب رؤوس الأموال الضعيفة.
مسكنات البورصة تمثلت أولا فى قيام الإدارة بعدة إجراءات أهمها إعلان الدكتور ماجد شوقى، رئيس البورصة، عن عزمه إعادة الشركات التى تم وقفها عن التداول خلال الفترة الماضية إلى العمل مرة أخرى، ورغم ترحيب الكثير بهذا القرار، لكن آخرين أكدوا أنه «جاء بعد خراب مالطة» كما قال مدير الاستثمار فى إحدى شركات السمسرة محمد عبد العال، الذى أشار إلى أن القرار (الإيقاف) تسبب فى تجميد ملايين الجنيهات وإبعادها عن السوق، بعدما أصدر رئيس البورصة قرارا بإيقاف أكثر من 29 شركة عن التداول دفعة واحدة وبدون أى إنذار، وهو ما أحدث وقتها صدمة عنيفة للسوق والمستثمرين الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج السوق لأجل غير مسمى بحجة توفيق الأوضاع.
المسكن الثانى كان الإعلان عن بدء عمل «بورصة النيل» الخاصة بالشركات المتوسطة والصغيرة، ورغم تأكيد العديد من المحللين أنها خطوة جيدة وأن السوق كانت تنتظرها منذ أكثر من عامين، لكنهم أكدوا أن السوق حاليا غير مستعدة لتمويل هذه الشركات، التى تسعى من وراء قيدها فى البورصة فى المقام الأول إلى زيادة رأسمالها، وهو ما يعنى وجود اكتتابات جديدة، وبالتالى حتى لو تمت تغطية هذه الاكتتابات، فإنه يعنى أنه سيتم حبس مبالغ كبيرة من سيولة السوق - الشحيحة أصلا- فى هذه الاكتتابات لفترة على الأقل 3 شهور، وهى الفترة التى تستغرقها إجراءات الطرح، بما سيسببه ذلك من مزيد من ضعف السيولة بالسوق.
محمد صلاح، محلل مالى، أكد أن السوق ليس أمامها سبيل لإعادة قدرتها على التحرك لأعلى إلا من خلال وجود قوى شرائية قوية تتغلب على الاتجاه البيعى القوى، الذى مازال يسيطر على البورصة بسبب الرعب من مستقبل السوق، ومدى قدرتها على الصمود أمام الأزمات التى غالبا ما تكون ليست طرفا فيها، ومع ذلك يكون تأثره بها أكبر من تأثر أسواقها بها مثل أزمة اليونان، التى ليس لنا علاقة بها فى الأساس لكن تأثرنا بها كان عنيفا، وغير مبرر بسبب ارتباطنا النفسى فقط بما يفعله المستثمرون الأجانب واتباع سياسة «القطيع» فى السير خلفهم بدون مبرر.
لكن الطامة الكبرى كانت عندما أعلن ماجد شوقى، رئيس البورصة، عن قرب طرح أكبر اكتتابين منذ سنوات بالبورصة على أسهم كل من مجموعة منصور عامر وجهينة للصناعات الغذائية، مؤكدا أنهما سيساهمان فى تعزيز السيولة فى السوق.
كلام شوقى سليم من الناحية الفنية، أما من الناحية العملية وعلى أرض الواقع فإن السوق غير مؤهلة حاليا لمثل هذين الطرحين للسبب نفسه، وهو نقص السيولة لتمويل هذين الطرحين، حتى لو كانت هذه السيولة موجودة فإنها سيولة «خائفة» كما وصفتها رانيا نصار، رئيس قسم البحوث فى المجموعة الاقتصادية، حيث قالت إن عدم ثقة المستثمرين فى السوق بعدما تعرضوا له من خسائر سيجهض عمل هذا المسكن الثالث لوقف نزيف البورصة، مؤكدة أن السوق غير مستعدة تماما لمثل هذا الطرح خصوصا أنها مازالت فى اتجاه هابط.
رغم كل هذه الانتقادات فإن ماجد شوقى أصر على أن الطرحين الكبيرين سيساعدان فى تعزيز أداء السوق، واستعادة جزء كبير من السيولة التى خرجت فى العامين الأخيرين، خصوصا أن رأسمال جهينة للصناعات الغذائية 520.4 مليون جنيه، بينما يبلغ رأسمال عامر جروب القابضة نحو 8 مليارات جنيه.
لمعلوماتك...
◄12 ألف مستثمر يعملون فى سوق خارج المقصورة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة