سعيد الشحات

أسامة أنور عكاشة تحت شجر البرتقال

الجمعة، 04 يونيو 2010 01:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاتبنى صديقى الكاتب والناقد الدكتور عزازى على عزازى على ما رآه اختصارا كبيرا، لما كتبته فى الأسبوع الماضى عن الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة.

كان ذلك قبل ثلاثة أيام من رحيل أسامة، وكان مصدر عتابه أننى لم أذكر الكثير من المناقشات التى كانت تدور فى منتديات ولقاءات أسامة الجماهيرية التى قام بها، خاصة بعد مسلسله الرائع «ليالى الحلمية»، ومن بينها لقاؤه الجماهيرى الذى حدث فى قريتنا كوم الأطرون - طوخ - محافظة القليوبية، وحضره معه من نجوم المسلسل الفنان سيد عبدالكريم، الذى جسد دوره الخالد زينهم السماحى فى المسلسل، وحضره الفنان سيد عزمى الذى جسد دوره الرائع «الأسطى زكريا».

ذكرنى عزازى وكان حاضرا لهذا اللقاء بالإضافة إلى الصديق الدكتور عبدالحليم قنديل، والصديق الكاتب الصحفى الراحل سيد زهران، وفى حديقة البرتقال التى أكلنا تحت أشجارها الفطير المشلتت، الذى ضرب أسامة عرض الحائط بتحذيرات الأطباء من تناوله، وأكل بشهية كبيرة قائلا: «الدواء يقاوم المرض، أما الفطير فلا أحد يقاومه»، وفى مناخ من التلقائية والفرح، تبادل أسامة وسيد عبدالكريم وسيد عزمى رمى البرتقال على بعضهم وكأنهم يلعبون كرة طائرة، وبعد هذا المرح وانتظارا لتناول الشاى، انتقل الحديث إلى قضية لم نكن نتوقع أنها ستنتهى إلى ولادة فكرة فيلم جميل لأسامة هو «كتيبة الإعدام». تحدثنا عن تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين وخالد جمال عبدالناصر، والذى نفذ عمليات اغتيال ضد عناصر من الموساد الإسرائيلى فى مصر، وتم الكشف عنه والقبض على عناصره، وخرج خالد عبدالناصر إلى يوغسلافيا حتى عاد لمحاكمته، وتزامنت زيارة أسامة إلى قريتنا مع انتظار محاكمة أعضاء التنظيم، وفرض الأمر نفسه فى جلستنا بحديقة البرتقال، خاصة فيما يتعلق بما يمكن فعله من مساندة للمعتقلين، ومع حماس المناقشات نظر الدكتور سيد عبدالكريم إلى أسامة قائلا: «همتك يا عبقرى»، وأكمل الحاضرون نداء سيد عبدالكريم، ليأتى الفيلم بعدها بفترة ليست طويلة، وأذكر أن سيد عبدالكريم قال لى أنه ظل يتابع كتابة الفيلم مع أسامة يوما بيوم، لدرجة شعر سيد معها أن الفيلم مولود يتم على يديه.

كتيبة الإعدام كان تحريضا من أسامة على ضرورة عدم التفريط فى الثأر من إسرائيل وكل الخونة، الذين استغلوا الحروب للمتاجرة بدماء الشهداء، وتلك واحدة من القيمة العظيمة التى لم يفرط فيها أبدا، وبسببها وغيرها من عشرات الأسباب سيظل الحزن والغم يلفنا زمنا طويلا، ويلفنى شخصيا على رحيله، وسيظل فخرى مع أهل قريتى أنه كان لها نصيب فى رؤيته ومحاورته، بل وولادة فيلم من تأليفه تحت شجر برتقالها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة