وصلتنا رسالة من كريم يقول فيها: "أنا شاب تخرجت فى كلية الهندسة، وكان حُلمى هو أن يكون لى مشروعى الخاص دون أن أُضطر للسفر للخارج من خلال العمل فى إحدى الشركات الكبرى.
إلا أننى اصطدمت بالواقع، ولم أجد إلا عملا لا يتناسب بأى شكل من الأشكال مع طموحى الذى يحتاج إلى تكاليف مادية كثيرة لا يوفرها لى عملى الحالى، من ناحية أخرى هناك فرصة للسفر بالخارج، لكننى العائل الوحيد لأسرتى بعد وفاة والدى، وكنت أرغب أن أظل بجانبهم، يراودنى إحساس بالفشل وخيبة الأمل، لكننى أخشى أن يؤثر هذا الإحساس السلبى على إتقانى لعملى المتواضع الذى أقوم به، بحثت عن فرصة أفضل فى الداخل ولكننى لم أجد، حتى الدورات التدريبية غالية الثمن التى يمكنها أن ترشحنى لهذا العمل الذى أرغبه، لا أدرى ماذا أفعل، وأنا اشعر أن أحلامى تموت أما عينى؟".
ويرد الدكتور محمد أبو فرحة، استشارى وخبير التنمية البشرية، قائلا: "أحبّ ما تعمل حتى تعمل ما تحب، إن كنت ترى فى السفر حلا كريمًا لك وعلى يقين تمامًا أنه سيوفر لك ما تتمناه، فما المانع فى ذلك؟، وأما عن مشكلة أسرتك فهذه مسئوليتك طالما أنه لا عائل لهم غيرك، فلا يمكن أن تبنى أحلامك على حطام الآخرين، فإن كان سفرك سيكون تحطيمًا لهم، فكيف ستسافر، وهل ستكون أكثر اطمئنانًا حين تسافر وأنت تعلم أنك كنت سببًا فى تحطيم أسرتك؟ لا أظن ذلك..
صدقنى لن تشعر بالسعادة التى تتخيلها إلا أن شعرت بتحقيقك لكافة واجباتك نحو أسرتك ونحو نفسك، وتأكد أنك إن بذلت المجهود نفسه الذى ستبذله فى الخارج ستحقق نجاحًا لا يقل عن النجاح الذى تتوقعه فى الخارج، نعم قد تكون الفرص أصعب هنا، لكنها بالتأكيد ليست بالسهولة التى تتخيلها فى الخارج، المسألة تحتاج منك لتفكير كبير قبل أى خطوة، ابحث مرة أخرى ومرة ثالثة ومرة رابعة قبل أن تقول إنه لا مجال لك فى بلدك ووسط أهلك، واعلم أن وجودك وسطهم قيمة كبيرة جدًا فى حياتك والحفاظ عليك ودعمك لتحقيق نجاحك وهدفك".
رسائل القراء وآراء متخصصى اليوم السابع...
هل أرضى بعملى المتواضع أم أسافر؟
الخميس، 03 يونيو 2010 04:51 م
إن كان سفرك تحطيمًا لأهلك فكيف تسافر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة