حذر المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية، من خطورة الزيادة السكانية والتهامهما لموارد الدولة المختلفة، مشيراً إلى أن المواطن الواحد فى مصر يكلف الدولة ما يقارب 10 مليون جنيه منذ ولادته وحتى وفاته لتوفير كافة الخدمات التى يحتاجها، الأمر الذى يستلزم المليارات لتحقيق حياة أفضل فى الوقت الذى يعانى الاقتصاد المصرى من صعوبات فى مواجهة الأزمة.
جاء ذلك خلال افتتاح المحافظ لورشة عمل تحت عنوان "المبادرات الطلابية والقضية السكانية" بجامعة بنها اليوم بحضور الدكتور محمد صفوت زهران رئيس الجامعة والدكتور على شمس الدين نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب وممثلى 16 مبادرة طلابية بالجامعة.
وأكد المحافظ، أن القضية السكانية تشغل بال القيادة السياسية فى مصر منذ عام 1952 وحتى الآن، حيث قدرت الزيادة السكانية من ذلك الحين وحتى الآن بما يقارب 60 مليون نسمة مما يمثل انفلاتاً فى عدد السكان تحملتهم الدولة بمختلف احتياجاتهم مما يثبت المقولة الشهيرة بأن مصر محروسة رغم قلة الموارد.
وأكد أن مواجهة ارتفاع معدلات الزيادة السكانية تمثل منتهى الإرهاق للدولة لمواجهتها رغم وجود مشاكل الفقر والبطالة والشباب وأن الجيل الحالى من الشباب سيتحمل تبعات تلك الأزمة وعليه العمل على مواجهتها.
من جانبه كشف الدكتور محمد صفوت زهران رئيس الجامعة، أن قضية السكان تعد قضية أمن استراتيجى لخطورتها على معدلات التنمية، حيث تؤكد الإحصائيات أن معدلات المواليد فى ارتفاع رهيب مقارنة بالموارد، مشيراً إلى أن ارتفاع عدد سكان القليوبية 5 أضعاف خلال 50 سنة، حيث سيصل عددهم إلى 20 مليون نسمة مقابل انخفاض مساحة الرقعة الزراعية بالمحافظة من 200 ألف فدان إلى أقل من 50 ألف فدان خلال نفس المدة.
من جانب آخر، أعلن المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية، أن تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة الذى أعلنت نتائجه منذ أيام بحضور الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، كشف عن ارتفاع معدلات العمر المتوقع للمواطنين إلى 72 عاماً ونصف للرجال و74 للنساء والذى صنفه التقرير بأنه أعلى معدل على مستوى الجمهورية.
وقال حسين، إنه يخشى من زيادة معدلات الهجرة للقليوبية من كبار السن الذين قاربوا السبعين للاستفادة من فارق العمر وليعيشوا أطول، وأضاف حسين خلال بيانه بالمجلس الشعبى المحلى للمحافظة بحضور الدكتور محمد الفيومى رئيس المجلس واللواء محمد الفخرانى مدير أمن القليوبية، أن التقرير رصد أن القليوبية حققت نسبة 121% فى قبول الأطفال صغار السن بمرحلتى رياض الأطفال والابتدائى مما يعزز جهود المحافظة فى هذا الاتجاه الذى تبنته منذ سنوات.
من ناحية أخرى نوه المحافظ إلى أن التقرير كشف عن وجود انخفاض شديد بين الشباب فى الاهتمام بالحياة السياسية، حيث أظهرت النتائج أن نسبة المشاركة السياسية للشباب بلغت 6% فقط، وأضاف حسين أن التقرير أوضح تدنى نسبة مشاركة الشباب فى الانتخابات الأخيرة والتى لم تتجاوز 29% وأن نشاط الأحزاب السياسية ضعيف للغاية، حيث لم تتعدَ نسبة انضمام الشباب للأحزاب عن3%.
موضحاً أن التقرير رصد ميل نسبة كبيرة من الشباب للإحجام عن المشاركة فى الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات والاحتجاجات، وأن 38% يميلون للوسطية فى السياسة والفكر اليسارى الذى يميل للعدالة الاجتماعية وأن أولويات مشكلات الشباب تتمثل فى البطالة والمشاكل الاقتصادية وتدبير السكن والحياة الاجتماعية ويأتى فى مؤخرتها المشاركة السياسية وتحقيق الديمقراطية، مما يمثل خطراً بالغاً يستوجب البحث عن آليات لمواجهاته وبحث أسبابه، خاصة فى ظل الإقبال على الانتخابات البرلمانية والرئاسية من خلال إعادة صياغة سياسة الدولة لأعداد جيل من الشباب القادر على أن يمثل مصر فى المجالس البرلمانية والمناصب القيادية، قائلاً ومطلوب الاهتمام بالجيل الجديد من أجل مستقبل مصر.
خلال مشاركته فى ورشة عمل بجامعة بنها..
عدلى حسين: المواطن من ميلاده لمماته يكلف الدولة 10 ملايين جنيه
الثلاثاء، 29 يونيو 2010 04:56 م