خالد ادريس

اقرأ حادثة الثانوية العامة

الثلاثاء، 29 يونيو 2010 08:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثانوية العامة كل عام بكاء وعويل وصراخ من صعوبة الأسئلة، أما ثانوية هذا العام فلا تختلف عن ثانوية موتانا ونحن نحييها كل عام، الثانوية هذا العام عبارة عن حادث مأساوى راح ضحيته 6 مراقبين وطالبين و17 مصابا، وأصبح الصراخ والعويل "دوبل".. صراخ على الضحايا وعلى صعوبة الأسئلة، ويبدو أن زكى بدر الابن أراد أن يعيد أمجاد زكى بدر الأب الذى أعتبره من أفضل وزراء الداخلية رغم اختلافى معه فى الأساليب والألفاظ، ورغم الفارق الشاسع بين الوزارتين فإن الشبه أصبح قريبا، من المفترض أن وزارة التربية والتعليم تربى الأجيال الصاعدة لتجعلها واعدة، تربى فيهم الانتماء وحب التفوق والطموح وتنمى المواهب، أما وزارة الداخلية فهى تربى المواطن سواء فى السجون أو خارجها فالحياة تهذيب وتأديب وإصلاح، تنمى داخل المواطن الخوف والرعب وتعلمه المشى داخل الحيط، تعلمه ألا يرفع صوته إلا بمدح أولى الأمر وأن رفع الصوت قد يؤدى للموت لمن يخالف الأوامر والتعليمات، تنمى فيه الخنوع والخضوع وعدم التمسك بالحق، ونخشى أن تتحول المدارس إلى سجون وتخشيبات لتعليم أبنائنا الجبن والخوف، لقد تفاءلت بتعيين أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم، لأننا كنا نسمع عنه كثيرا عندما كان رئيسا لجامعة عين شمس سمعنا عن شراسته وحسمه للأمور فظننت أنه قادر على العودة بالتعليم إلى زمن الضمير، ظننت أنه سيطارد مافيا الدروس الخصوصية كما كان والده رحمه الله يطارد المجرمين، توقعت أنه قادر على إعادة الانضباط إلى المدارس، كما أعاد والده الانضباط إلى أقسام الشرطة والشوارع، ظننت أنه لن ينخدع كغيره من المسئولين بأشكال المدارس وهى تتزين لاستقباله، فالعبرة ليست بالشكل أثناء زيارة الوزير، ولكن العبرة بالجوهر أثناء العملية التعليمية كل يوم، صدقنى يا معالى الوزير الناس تعانى من الأسعار والمواصلات وتتعرض لضغوط نفسية وعصبية رهيبة، المواطن يتعرض للابتزاز فى كل مكان فى الشوارع والأكمنة والأحياء ووحدات المرور، والآن ظهر الابتزاز فى المدارس فى قبول أوراق الأولاد وفى درجات الأنشطة وفى أعمال السنة، الدروس صارت بالإكراه ولى الذراع، وثمن الحصة نار تشعل البيت والأسرة، يا وزير التعليم المهمة شاقة وتحتاج لمجهود وضمير فى زمن اللاضمير فإما أن تتميز وتدخل التاريخ وإما أن تنضم لأسلافك فى سلة العظماء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة