روت لنا ياسمين فى الحلقة الفائتة عن أهم موقفين حدثا لها بهولندا، وأبرزهما موقفها مع هاتم التركية وحديثهما عن مهند وماذا فعل للعرب، كما عرفنا من كريم رأيه فى زيارة الأمير وليام ألكسندر، والأميرة ماكسيما، وكذلك مصطفى الذى اعتبر زيارة الأمير وليام هى أفضل شىء حدث له فى هولندا، وكيف أثرت الزيارة فيه، واليوم هو موعدنا مع اليوم الأخير من يوميات الطلاب الثلاثة المصريين ياسمين وكريم ومصطفى بهولندا.
تحدثت فى البداية ياسمين قائلة: "قبل مغادرتى هولندا تغيرت لدى الصورة النمطية حول شعوب كثيرة أولهم الألمان، حيث ظننت أنهم غير اجتماعيين مثلما يطلق عليهم البعض "ماكينات ألمانية"، ولكن بعد أن التقيت بثلاثة منهم أدركت أنهم من أروع الأشخاص فى التجربة كلها، وتغيرت بداخلى الأفكار المغلوطة، وتغيرت فكرتى عن الهولنديين، فكنت أعتقد أن كل ما يفعلونه يتمحور حول الماريجوانا، الكحول، والجنس، لكن عرفت بعد ذلك أن الكثير من الهولنديين لا يدخنون الماريجوانا والجنس ليس من أولوياتهم فقد كانوا يعملون بجدية ولديهم أهداف يريدون تحقيقها.
فقبل أن أغادر هولندا طلبت من صديقتى الهولندية ألس أن تقول لى ما رأيها فى المشاركين المصريين؟، فقالت: "حين اجتمعت بطلاب مصر لأول مرة، اندهشت جدا عندما رأتنا وأن أزياءنا متشابهة جدا، وكنت أعتقد أنهم مازالوا يستخدمون الجمال كوسيلة للتنقل، ولكن أصبح هذا الاعتقاد مزحة طوال الرحلة بيننا، وكنا نتبادل النكات والمزاح، فأقول لأحدهم ما اسم جملك وهل تستطيع النوم لأنك افتقدت جملك".. إلخ.
تحدثت بعد ذلك ألس عن كريم قائلة: "تعلمت من كريم الدارس لعلوم الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية الكثير عن الحياة اليومية فى مصر، لقد أحببت الحديث إليه، لأننا كنا نستمتع بالكثير من المرح وكان يردد مرارا وتكرارا ألا أردد تصريحات غير دقيقة، كما كان كريم يذكرنى أيضا باحترام القواعد والمعتقدات السارية فى المجتمع الذى نعيش فيه، نحن فى الغرب أكثر فردية، وأن الدفء المجتمعى فى الشرق أكثر.
كما تناقشت مع كريم حول فكرة الغرب عن الغيب فنحن الغربيون نؤمن بأن للنجاح أسبابا تعود للفرد وللفشل كذلك، فلو أنك ناجح فهذا بسبب مهاراتك، وإذا كنت فاشلا فهذا بسبب أنك تفتقد لهذه المهارات، وهو الأمر الذى يضع أهمية كبرى لاختياراتنا، فأنا لا أؤمن بإله يمكنه تخطيط ما هو أفضل لنا، وقد حدثنى كريم منذ يومين عن طريق رسالة إلكترونية قائلا: "عندما تدرسين كل البدائل بعناية فائقة وتقومين بخطة محكمة للاختيار الأمثل فى رأيك، ثم تفشلين فحين ذاك تقولين أنه الحظ العسر، ولكننى سأقول إنها إرادة الله"، كل هذه المناقشات طوال الأسبوع غيرت آرائى المتعجرفة حول امتلاكنا نحن الغربيون الحل الأمثل لكل المشكلات.
تحدث مصطفى عن انطباعاته عن آخر يوم له بالبرنامج، قائلا: "تغيرت صورتى النمطية عن بلاد كثيرة وخاصة ألمانيا وبولندا، فكنت أتخيل الألمان كلهم كالذين أتعامل معهم من خلال الجامعة الألمانية التى أدرس بها، سواء أكانوا أساتذة طلاب أو حتى إداريين، فالأشخاص الذين أتعامل معهم صارمين فى معاملتهم وفى غاية الجدية، حتى قابلت الألمان فى البرنامج وخاصة صديقى العزيز توماس الذى قال لى إن الألمان مثل كل الجنسيات يختلفون فيما بينهم البعض وليس كلهم سواء كما كنت أعتقد.
كما كنت أعتقد أن البولنديين كانوا على وشك الانفصال من العالم، لكونهم من إحدى الدول الشديدة الفقر ضمن البلدان الأوروبية ولكنهم أثبتوا لى العكس، ووجدت أنهم على اتصال جيد مع العالم ولا يختلفون عن سكان أى بلد آخر فى أوروبا.
قبل أن أسافر كان اعتقادى أن كل النساء الإسبانيات يعرفن كيف يرقصن، واندهشت عندما وجدت أن فتاة إسبانية لا تعرف كيف ترقص تماما، فتعلمت أن الرقص وحده غير مهم فى تكوين اعتقادى عنهن.
هولندا بعيون مصرية..
آخر يوم من يوميات ياسمين وكريم ومصطفى
الأحد، 27 يونيو 2010 02:20 م
كان الهولنديون يظنون أننا ما زلنا نتنقل بالجِمَال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة