فضفضة القراء على شيزلونج "اليوم السابع"

أفتقد العاطفة مع زوجى فهل أطلب الطلاق؟

الخميس، 24 يونيو 2010 05:12 م
أفتقد العاطفة مع زوجى فهل أطلب الطلاق؟ د.فيروز عمر المستشارة الأسرية والتربوية
كتبت علياء ناصف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا سيدة فى منتصف الثلاثينيات.. تزوجت فى أواخر العشرين من عمرى زواجا تقليديا.. ورضخت فيه فقط لرغبة الأسرة والعائلة.. كان من وجهة نظرهم "عريس لقطة".. ومن وجهة نظرهم أيضا أننى لم يعد بمقدورى الانتظار فربما لا تأتينى فرصة أخرى.. تزوجته ولم أكن أشعر تجاهه بأى بادرة حب فى فترة التعرف والخطوبة.. كان مهتما بعمله إلى أقصى درجة.. وفى الخطبة كان حديثه معى أغلبه إن لم يكن بأكمله عن العمل.. هو إنسان ناجح فى عمله.. ولكن المشاعر مفقودة لديه.. لا يجيد التعامل معى كأنثى وكزوجة تحتاج إلى الحب والاحتواء قبل المادة.. كنت أخشى الإنجاب منذ البداية..لكننى شعرت أن الأمومة ربما تنسينى حالة الوحدة والفراغ العاطفى الذى أعيشه مع زوجى الذى لم يستطع أن يجعلنى أحبه.. أنجبت منه طفلتين.. وأشعر أن حياتى جليد لا يمكنه الذوبان أبدا.. عندى رغبة قوية فى الانفصال فأنا فى حاجة إلى المشاعر.. حاولت معه ولكننى أحتل مرتبة متأخرة للغاية فى أجندة اهتماماته.. لا أشعر أننى متزوجة.. ولم أذق طعم السعادة فى هذا الزواج.. أحب طفلتاى ولكننى بائسة أخشى عليهما من أحزانى وبؤسى وأن أكون أما فاشلة.. لا أعرف هل قرارى بالانفصال هو الحل؟ أم أستمر فى هذا الحرمان والفراغ العاطفى؟ علما بأننى لا أعمل وحياتى أصبحت كئيبة ورتيبة ومملة.. لا أدرى ماذا أفعل؟
مدام نوران
وتجيب عليها د.فيروز عمر المستشارة الأسرية والتربوية
سيدتى الكريمة:
تقولين: "عندى رغبة قوية فى الانفصال فأنا فى حاجة إلى المشاعر.." وهل الانفصال سيمنحك المشاعر التى تحتاجينها ؟ أم أنه سينقلك من حياة الوحدة والملل إلى حياة أخرى أشد وحدة وأكثر مللا؟!
هل تتوقعين يا سيدتى الكريمة أنك بعد الانفصال ستجدين فرصة أفضل للزواج من شخص آخر أكثر رومانسية ودفئاً؟

ومن هذا الذى سيتزوج من امرأة مطلقة ولديها طفلتان إلا إذا كان هو أيضا مطلق ولديه أطفال وعندئذ لا أتصور أنك ستكونين على قمة أولوياته من حيث الاهتمام والمشاعر..
حياة المطلقة ليست سهلة –كما يتصور البعض – وإن الكثير من المطلقات بسبب مثل هذه الأسباب يتمنين العودة إلى أزواجهن والتنازل عن كثير من أحلامهن وتوقعاتهن.

وإذا فكرت الزوجات – اللاتى تعانين من الحرمان العاطفى – فى الطلاق فتأكدى أن 90% من النساء ستطلقن!!

هل معنى كلامى أن الزواج شر لابد منه؟ وأن الارتواء العاطفى فيه أمل بعيد المنال؟ وأننا نصبر على تلك الحياة المريرة بدلا من حياة أخرى أكثر مرارة!! بالتأكيد ليس هذا هو ما أقصد.. وإنما أنا قصدت أن تنظرى لمعنى "الحياة الزوجية" بشكل مختلف، وأن تفهمى "الحب" بأسلوب جديد.
الحب يا سيدتى – بمعناه الرومانسى السحرى – لا يوجد تقريبا إلا فى الأفلام والأغانى وبعض الحالات النادرة جدا، أما الحب بين الأزواج فيأخذ شكلا آخر مثل: حسن المعاملة، الرحمة، المشاركة فى الآلام والآمال، الأمان والاطمئنان.. وهذه كلها أشياء مكتسبة يمكن أن تتحقق بالتدريج والتدريب مع شىء من الواقعية.

الطبع "العملى" لزوجك هو الطبع الغالب على معظم الرجال، لأنه ببساطة يرى الأمور بأسلوب مختلف عنك، هو يرى مثلا أنه ما فائدة الكلام الحلو إذا عاد فى نهاية بدون عشاء؟ أو إذا جاء فى أول الشهر ولم يكن معه إيجار الشقة؟ أو إذا جاء الشتاء أو الصيف ولم يستطع أن يشترى ملابس لأولاده.. هو يرى أن هذه هى مسئوليته الأساسية نحو البيت.. والحل هو "التأقلم" و"التقبل" لهذا الطبع "العملى".. بل واحترامه وتقديره..
ولا أقصد أن تتوقفى عن طلب الرومانسية، ولكن أقصد أن تضعى فى اعتبارك أمرين:
أولا: أنت ستكونين المصدر الأساسى للعاطفة والدفء فى البيت، تخططين لها، وتجتهدين فى تنميتها..
ثانيا: اخفضى سقف توقعاتك عن مدى استجابته العاطفية، ولكن احرصى – فى نفس الوقت – على أن تحققى تحسنا طفيفا فى هذه الاستجابة مع الوقت ولو 20%..
أنا أعلم أن إجابتى ربما تجهدك نفسيا:
أولا: لأنى أكدت لك أن الهروب ليس هو الحل.
ثانيا: لأنى وضحت أن (طبع) زوجك لن يتغير إلا بدرجة طفيفة.
ثالثا: لأنى كلفتك أنت بمهمة إحياء قدر من الرومانسية والمشاعر فى البيت..
وهذه كلها أشياء صعبة على النفس، ولكن ما يعنيك على ذلك ويعطيك القوة هو: الرغبة والإصرار على النجاح فى حياتك الزوجية، وكذلك قدرتك على الاستمتاع بالقليل المتاح من احتياجاتك.. وقبل كل شىء الاستعانة بالله سبحانة وتعالى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة