قدمت الباحثة سهير عبد الحفيظ عبد الجواد عمر، أول رسالة عن الصم المكفوفين فى الوطن العربى، بعنوان "استخدام المدخل الإسكندنافى فى تنمية التواصل لدى الأشخاص الصم المكفوفين وعلاقته بجودة الحياة كما تدركها أمهاتهم"، وقررت اللجنة منح الباحثة درجة دكتوراه الفلسفة فى التربية قسم الصحة النفسية مع التوصية بتبادل الرسالة بين الجامعات ومراكز البحوث، من كلية التربية جامعة الزقازيق.
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور عادل عبد الله محمد أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بالكلية "مشرفا ورئيسا"، والأستاذ الدكتور أشرف أحمد عبد القادر أستاذ الصحة النفسية ووكيل كلية التربية بجامعة بنها للدراسات العليا والبحوث "مناقشا"، والأستاذة الدكتوره إيمان فؤاد كاشف أستاذ الصحة النفسية بالكلية مشرفا، والأستاذ الدكتور محمد أحمد إبراهيم سعفان أستاذ الصحة النفسية بالكلية مناقشا.
وأوصت الباحثة فى رسالتها التى نوقشت مؤخرا بضرورة توجيه اهتمام المراكز البحثية والدراسات فى الجامعات إلى مجال الصمم وكف البصر، نظرا لندرة الدراسات العربية التى تناولت هذا المجال، مع استخدام المنهج الكيفى ودراسة الحالة فى الدراسات التى تتناول هذا المجال، فقد يعجز المنهج السيكومترى عن وصف وتفسير الكثير من الجوانب والعلاقات والتفاعلات فى حياة الأشخاص الصم المكفوفين وأسرهم.
وطالبت باهتمام المراكز المتخصصة بإعداد كوادر عاملة فى مجال الصمم وكف البصر وفق مبادئ المدخل الإسكندنافى لارتقاء التواصل مع الأشخاص الصم المكفوفين، واهتمام مقدمى الخدمات على المستويين الرسمى وغير الرسمى بتوعية وتمكين أسر الأشخاص، الصم المكفوفين عامة والأمهات خاصة، من مهارات التواصل مع أطفالهن على أن تتم بوسائل وطرق تبتعد عن النمطية.
ودعت إلى التوسع فى إنشاء أقسام التربية الخاصة فى كليات التربية للمساهمة فى إعداد الكوادر المتخصصة القادرة على الإفادة مع إمكانية التخصص فى مجال الإعاقات المتفردة مثل إعاقة الصمم وكف البصر، وأكدت ضرورة تعاون كليات التربية والمراكز المتخصصة مع المراكز العالمية والهيئات العاملة فى مجال التربية الخاصة، للتعرف على أحدث المستجدات فى مجال تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة الذى تتلاحق فيه التغيرات بشكل مدهش خلال السنوات الأخيرة.
وأشارت إلى ضرورة التوسع فى خدمات المساندة الاجتماعية وبخاصة المعلوماتية والأدائية لأسر الأشخاص الصم المكفوفين لتحسين نوعية وجودة حياة هذه الأسر، وضرورة اهتمام الإعلام "المرئى والمسموع" بالواقع الفعلى لأسر الأشخاص ذوى الإعاقة عامة، والصم المكفوفين خاصة.
ونظرا لنوعية الدراسة عرضت الباحثة حالة ثلاثة أطفال من خلال عرض صور لأنشطة التدخل، وفيلم قصير لكل حالة يستغرق خمس دقائق يوضح ارتقاء التواصل لدى كل طفل وقامت الباحثة بالتعليق وتحليل بعض اللقطات من كل فيلم موضحة أهم مبادئ وإستراتيجيات المدخل الإسكندنافى والتى تضمنت تكوين سياق طبيعى واستخدام الأنشطة لارتقاء التواصل من خلال اللعب، وأن يكون الطفل مرتاحا مستمتعا ويشعر باندماج الآخر معه، واستخدام أنظمة التواصل الكلى من خلال استخدام القنوات القوية مثل اللمس والشم والحركة والتذوق وتوظيف البقايا الحسية للطفل مع احترام التدخل الموجه من الطفل كشريك فى العملية التفاعلية.
فى بداية المناقشة تحدث الأستاذ الدكتور أشرف عن تأثيرات كل من الفقد السمعى والفقد البصرى على الفرد كل حدة، منوها بصعوبة وتفرد هذه التأثيرات عند تزامن الفقد فى الحاستين معا، وأشار إلى قراءته لتجربة العشاء فى الظلام كتجربة تحدث عنها الإعلام للفت الانتباه إلى ما يعانيه الأشخاص المكفوفون مثلما عايشت الباحثة تجربة الصمم وكف البصر، وقال إن محاكاة هذه التجارب هى ما يجعلنا نشعر بهؤلاء الأشخاص، وبالتالى نفكر فى جودة حياتهم، ومن هنا أشاد بالربط بين تنمية التواصل وجودة الحياة فى موضوع الرسالة.
واستفسر الدكتور أشرف من الباحثة عن سبب تسمية أفراد العينة بأسمائهم وعدم وصفهم بالحالة الأولى أو الثانية، فأجابت الباحثة إنها قامت بذلك من منظور حقوقى فهؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد حالات، بل هم أشخاص يتميزون بأسمائهم ويتفرد كل منهم بكينونته الخاصة، وذلك وفق بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وذلك بعد موافقة ذويهم كتابيا على استخدام أسمائهم وصورهم خلال هذه الدراسة.
كما تساءل الدكتور أشرف عن حقيقة الرقم الذى ذكرته الباحثة قياسا على إحصاءات منظمة SENS البريطانية وهو وجود 320 ألف شخص أصم كفيف فى مصر، فأجابت الباحثة أنها اضطرت لهذا القياس لغياب الإحصاءات عن هذه الفئة فى مصر، فطالبت اللجنة الباحثة بتعديل الصياغة إلى التساؤل عن صحة هذا الرقم بدلا من تقرير وجوده والمطالبة بإحصاءات دقيقة عن هذه الفئة.
وأثنى الدكتور محمد سعفان على الباحثة وما تملكه من مهارات بحثية ومهارات حياتية تؤهلها للانتماء إلى مجال التربية الخاصة والتخصص فيه، وقال: "اختيارك لهذا الموضوع الصعب يعكس ويؤكد نمط شخصية الباحثة، وتناول خلال مناقشته حساسية مصطلح أصم كفيف وأهمية حاسة السمع التى قدمها الله على حاسة البصر فى آيات القرآن الكريم، وقال: "هذا البحث هو الأول فى الوطن العربى من حيث العينة ومن حيث المدخل، كما تميز الموضوع بتعقيداته وصعوباته فى التطبيق".
وأشادت الدكتوره إيمان الكاشف بالباحثة والجهد الذى بذلته فى بحثها، وقالت: "إنه من حق الباحث أن نسانده ونحفظ ملكيته الفكرية عندما يأتى بفكرة جديدة يؤمن بها ويدافع عنها".
كما أشارت إلى منحة الله لهذه الأسرة متمثلة فى أحمد وكريم فاقدى السمع "ابنا الباحثة" الذى يسر الله أن يحصل أحمد على بكالوريوس الفنون التطبيقية، وأن يدرس كريم بالسنة الثالثة الجامعية للحاسبات والمعلومات ليصبحا نموذجا لإنجاز فاقدى السمع حين تتهيأ لهم الفرصة والدعم والمساندة.
بالصور.. أول دكتوراه عربيًا عن "الصم المكفوفين"
السبت، 19 يونيو 2010 03:03 م
أول رسالة عن الصم المكفوفين فى الوطن العربى للباحثة سهير عبد الحفيظ ومنحها درجة دكتوراه الفلسفة فى التربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة