العنف ضد المرأة مشكلة عالمية تتخذ صورا متعددة

قالت الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام للمجلس القومى للمرأة: إن العديد من الدراسات أكدت أن ظاهرة العنف ضد المرأة أكبر من كونها مشكلة اجتماعية أو محصلة لأفعال عشوائية أو فردية تقتصر ممارستها على الجوانب الخاصة فى الحياة، بل هى مشكلة عامة عالمية تتخذ أشكالا متنوعة وتتأصل جذورها فى هيكل العلاقات القائمة على اختلال موازين القوى بين الرجال والنساء.

جاء ذلك خلال افتتاحها ندوة "مناهضة العنف ضد المرأة فى جمهورية مصر العربية"، والتى نظمها المجلس فى إطار احتفالات المجلس بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشائه حيث نقلت اهتمام السيدة سوزان مبارك، قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس، ومتابعتها لنتائج هذا اللقاء الذى يتناول واحدا من الموضوعات التى تتزايد أهميتها فى الآونة الأخيرة باعتباره ظاهرة غير مألوفة فى المجتمع المصرى.


وقالت: إن المجتمع المصرى، بمختلف شرائحه، يعانى من العديد من العادات والموروثات السلبية المتوارثة عبر الأجيال، بالإضافة إلى التفسير الخاطئ والمغلوط لبعض المفاهيم الدينية الذى ترجع إلى تدنى المستوى التعليمى من ناحية والمعرفى بالدين من ناحية أخرى.


وأضافت، إن الأضرار الصحية والنفسية التى يخلفها العنف لها آثار خطيرة، الأمر الذى يجعل المرأة تعيش فى عالم تفتقد فيه أمنها الإنسانى، ومن ثم أصبح الاهتمام بموضوع العنف ضد المرأة واجبا رئيسيا للمجلس.

وأشارت إلى أنه فى هذا الإطار قام المجلس بتنفيذ مشروع طموح بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية يضم عدة مؤسسات حكومية وغير حكومية معنية بحقوق الإنسان فى مصر، ويشارك فيه عدد من الخبراء والمتخصصين.

ومن جانبه، تحدث الدكتور حسن سلام، مدير مركز سوزان مبارك الإقليمى لصحة وتنمية المرأة، عن رسالة المركز التى تتمثل فى الحفاظ على صحة المرأة فى جميع مراحلها العمرية المختلفة، مشيرا إلى أن صحة المرأة مرتبطة ارتباطا وثيقا بقدرتها على المشاركة فى عملية التنمية.


وعقب ذلك، قام خبراء بالمركز بعرض لنتائج أحدث الدراسات الميدانية التى أجريت على 570 حالة شملت عددا من المناطق بمحافظة الإسكندرية، أوضحت أن 34% من الفتيات تعرضن للعنف فى المدارس و55% يتعرضن للتحرش الجنسى فى الشارع والجامعة، و52% من النساء يتعرضن للعنف فى العمل، وأن أكثر أنواع العنف شيوعا هى الضرب والسب.


وأضافت الدراسة أن 84% من أفراد العينة ذكروا أن وسائل الإعلام هى السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والذاتية وراء انتشار العنف ضد المرأة وظهور سبب خطير وهو خضوع المرأة نفسها للعنف الممارس ضدها واعتباره حق أصيل لمن يمارسه.