لم يكن يتوقع أحد أن يكون موقع ساقية عبد المنعم الصاوى فى مقرها الرئيسى بالزمالك، مصدر رزق لبعض الأشخاص، ليس بسبب كثرة عدد أعضائها وزائريها بفضل ما تسقيه الساقية من فكر وثقافة، وليس بسبب سماحها بإطلاق بعض المحال لبيع العصائر والكانز والباتيهات، ولكن بفضل موقعها المتميز، خاصة قاعة النهر المطلة مباشرة على نهر النيل وما يحويه من سفن وبواخر ولانشات.. ومراكب لصيد السمك أيضا.
إذ تكرر أكثر من مرة أن جاء أحد صيادى السمك على أحد المراكب الشراعية وقام بعرض "سمكه الصابح" الذى قام باصطياده للتو من مياه النيل ليبيعه إلى أحد الأعضاء والضيوف، الذين ربما قرروا الذهاب للساقية حتى يحصلوا فقط على وجبة غذائية صحية وفى الوقت نفسه مضمونة المصدر ولا يختلف سعرها كثيرا عن سعر السوق.
يقول حسين مراد أحد أعضاء الساقية الذى اعتاد أكثر من مرة على شراء السمك من هناك، إن مزايا شراء السمك من ساقية الصاوى تتمثل فى إمكانية الحصول على وجبة غذائية متكاملة وصحية ومضمونة المصدر، وتابع "فأنا أشاهد الصياد أمامى وهو يجوب طول وعرض نهر النيل بحثا عن أسماك ليبيعها، فضلا عن أن سعره لا يفوق أسعار الأسواق بل بالعكس، فالبائع هنا يقبل التقليل من السعر".
أما راجية سمير إحدى العضوات فتقول "كنت قاعدة فى قاعة طراوة وبعدين لقيت صياد فى مركب مع مراته وولاده وقاعد يصطاد سمك، وكان شكل السمك طازة وصابح، غير السمك اللى بقى غير مضمون اليومين دول وموجود فى كل مكان، فقررت اشترى، بس المشكلة أن مواعيد الصياد دا مش محددة".
فيما وصف عم أحمد الصياد، ساقية الصاوى التى لا يعرف ما هى أو طبيعة نشاطها، إذ إنه يظن أنها نادٍ، بالمساعدة الإلهية التى تعطيه الدعم لمعايشة الواقع المرير الذى تمر به مصر هذه الأيام، على حد قوله، قائلا إنه قام أكثر من مرة ببيع السمك الذى يقوم باصطياده للتو من مياه نهر النيل لبعض أعضاء الساقية.
ويحكى عم أحمد عن بداية هذه المعاملة التجارية الجديدة بالنسبة له، قائلا "أنا كنت بصطاد عادى من على مركبى فى النيل وساعتها كان ربنا كارمنى وطلع فى الشبكة سمك كتير، وكنت قريب من الساقية دى، فلاقيت واحد بيقوللى تبيع على كام، قولتله زى ما بتشترى، وفعلا بيعت السمك ومن ساعتها وأنا بخصص وقت آجى فيه النيل، بعد شغلى فى السوق، واصطاد واللى يطلع ابيعه للناس هنا".
وعند سؤال إدارة الساقية عن ذلك، قال المهندس محمد الصاوى، مؤسس الساقية إنه لا يمانع مثل هذه المعاملات التجارية، وذلك حتى إشعار آخر، مضيفا أنه طالما هذه العملية لا تضر بأى طرف متواجد فى الساقية فهو شىء إيجابى، ولكن هذا لا يعنى أن الساقية تعطى الضوء الأخضر الدائم لهذه العملية، فمن الممكن جدا أن تمنع حدوث تكرار مثل هذه المعاملات.
ساقية الصاوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة