مما لا يدع مجالاً لأى شك أن الوجبة الكروية الدسمة التى يقدمها المذيع البارع تامر صقر مع خبير الكرة العالمية خالد بيومى على قناة النيل للرياضة، تستحق أن نتوقف كثيراً لنعرف ما سر تفوق خالد بيومى وما قصة هذا النجاح، ومن أين أتى بكل هذه التفاصيل الكروية المهمة، وكيف ومتى حفظ كل أسماء لاعبى الـ 32 فريقاً الذين يشاركون الآن فى كأس العالم، ومن أين أتت براعته فى التحليل الفنى لخطط تلك الفرق، ولا أجد إجابة لكل هذه التساؤلات، إلا أننى أتذكر ليلة سفر منتخبنا الوطنى لأنجولا للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية 2010 وكانت المفاجأة أن الجهاز الفنى لا يملك شرائط آخر مباراتين لمنتخب نيجيريا الذى سنلاقيه أو سنلعب أمامه، وفجأة انتفض حمادة صدقى مدرب الفريق وقال: «الحل سوف يكون لدى خالد بيومى المتابع النشط للأحوال الكروية سواء الأفريقية أو الأوروبية»..
وبالفعل دارت الاتصالات مع الشاطر خالد، وقام بنسخ سيديهات لآخر مباراتين للمنتخب النيجيرى وأرسلهما إلى حمادة صدقى قبل السفر بدقائق معدودة، وبالتحديد بعد منتصف الليل قليلاً، وقبل إقلاع الطائرة المتجهة لأنجولا.. لماذا تفوق خالد بيومى على الجميع بمن فيهم نجوم كرة القدم الذين صاروا مقرراً على كل الشاشات، سواء الذين يعلمون منهم أو الذين لا يعرفون ولا يعلمون.. وأرى أن بيومى أكد أن المعلومات والمعرفة والثقافة العامة، وحالة الرهبنة التى يعيشها مع الكرة العالمية، أهم وأفيد كثيراً من «الوشوش» المألوفة والنجوم الورقية التى نراها دون تقديم أى فائدة أو معلومة سوى أنهم السادة النجوم.. عايزين تعرفوا الفرق شاهدوا خالد بيومى وتامر صقر فى النيل للرياضة، وشاهدوا أيضاً حازم إمام على قناة الحياة.
فاجأنى أحد الأصدقاء الذين استمتع دائماً بمشاهدة المباريات معه فقال.. هناك حملة إعلامية جديدة أراها توجه الجماهير على تشجيع الجزائر، وعدم مساس الصحافة أو انحيازها ضد المنتخب الجزائرى.. وأريد أن أسألك سؤالاً واضحاً..
ماذا لو رفضت تشجيع الجزائر؟ هل سيتم سحب شارة الوطنية من يدى أو يتم اتهامى بأن انتماءاتى غير عروبية ولا أقدر قيمة القومية العربية؟.. أصارحك القول بأننى أشعر بمرارة كبيرة، لأننا لم نصل لكأس العالم سواء تم ظلمنا أو أن الجزائر فنياً قد حصلت على مقعدنا فى جنوب أفريقيا، فبالله عليك كيف تريدون أن أعشق أو أشجع منافسى الذى أخذ منى بطاقة التأهل ونال ما كنت أسعى لكى أحصل عليه؟ ثم عاد صديقى بسؤال آخر.. هل الحكومة تتدخل أيضاً فى تشجيع الفرق.. وهل سنأخذ تعليمات أن نشجع الجزائر أو لا نشجعها.. فقلت له مقاطعاً: أولاً الجزائر فازت علينا فى كرة القدم، والدليل على ذلك أننا فى مباراة القاهرة لم نستطع الفوز بالأهداف الثلاثة التى كانت كافية لتأهلنا، رغم أن عمرو زكى أحرز هدف مصر الأول فى الدقيقة الرابعة، ولكننا توقفنا تماماً عن التهديف إلى الدقيقة 92، قد أحرز متعب الهدف الثانى، ثم جاءت مباراة أم درمان وفقدنا فيها كل التركيز.. ثم يا صديقى شجع ما شئت، فأنا ضد ربط كرة القدم بالسياسة.. وكرة القدم المفروض أنها لا تقطع روابط الشعوب العربية، وإلا فلتسقط وحدة الجغرافيا والتاريخ واللغة العربية والثقافة التى جمعت هذا الوطن العربى الكبير، ولكن أقول لك بصراحة إن كرة القدم ليست السبب الواضح فى أزمة الجزائر، ولكن السبب الحقيقى أن أهل السياسة أرادوا أن يستخدموا كرة القدم لزيادة شعبيتهم، وتأكيد طغيانهم ضد المعارضة فى بلادهم.. ولذا فعندما انهزمنا فى أم درمان عاد السياسيون منهزمين..
منكسرين على رأسهم أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى، فلم يجدوا حلاً إلا أن يشنوا حرباً وهمية ضد الجزائر، وبعد أن عادت الأمور إلى نصابها الحقيقى عقب لقاء مبارك وبوتفليقة.. بحث هؤلاء السياسيون الذين تسببوا فى الأزمة، لكى يقدموا قرابين وكبوش فداء ليكونوا سبباً وإرضاءً لعودة العلاقات الجزائرية المصرية ولذا فقد تم فتح ملف المخالفات فى اتحاد الكرة المصرى، الذى تذكره حسن صقر فجأة، وكأن تلك المخالفات قد ظهرت فى يوم وليلة، ولكن نقول إيه.. السياسة لا قلب ولا دين ولا لغة لها.. إنها لعبة المصالح فقط.
رغم الكرنفال الكروى الكبير الذى جمع أصحاب البشرة البيضاء والشعر الأصفر فى قارة سمراء جداً.. فإننى شعرت أن فرحة كأس العالم جاءت منقوصة.. باهتة، نظراً لعدم حضور عريس الحرية ورمز التحرير نيلسون مانديلا، نظراً لوفاة حفيدته.. نعم لقد غاب العريس ليلة زفافه، فقد كان له فضل كبير فى أن تحصل جنوب أفريقيا على شرف استضافة كأس العالم.. ولكن نقول إيه.. دوماً فرحة الأفارقة منقوصة، ودائماً منظورة.. أو قل محسودة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة